نتنياهو يواجه أزمة سياسية بسبب اتفاق وقف إطلاق النار
إيزابيل كيرشنر- نيويورك تايمز
Friday, 17-Jan-2025 06:21
مع رفض شركائه في الائتلاف اليميني المتطرّف إنهاء الحرب، قد يضطرّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قريباً إلى الاختيار بينهم أو الاتفاق.

لم يُصدَّق على اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و»حماس» من قِبل حكومة إسرائيل بعد ظهر أمس، لكنّ المعركة على المستقبل السياسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد بدأت بالفعل.

بعد ساعات من إعلان الاتفاق، كان نتنياهو يواجه تمرّداً داخلياً محتملاً من شركاء الائتلاف اليميني المتطرّف الذي يعتمد على دعمهم للبقاء في السلطة.

 

هناك أغلبية في الحكومة لصالح اتفاق وقف إطلاق النار، وإذا صُوِّت، فمن المتوقع أن يُمرَّر حتى من دون أصوات الأحزاب اليمينية المتطرّفة، بقيادة وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، التي تعارض بشدة الاتفاق.

 

هدّد الوزراء اليمينيّون المتطرّفون بالانسحاب من الحكومة إذا مضى نتنياهو قدماً من المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، التي تتضمّن هدنة موقتة مدّتها 6 أسابيع، إلى وقف دائم.

قد يضطر نتنياهو قريباً إلى اتخاذ قرار مصيري في الأسابيع السياسية الحرجة المقبلة: الحفاظ على ائتلافه من خلال استئناف القتال ضدّ «حماس» في غزة، أو المخاطرة بتفكّك الائتلاف في منتصف ولايته التي تمتدّ لـ4 سنوات والمقامرة بانتخابات مبكرة.

 

بعد أكثر من 15 شهراً من الحرب المدمِّرة، ومع اقتراب تولّي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب منصبه، يعتقد بعض المحلّلين أنّ إنهاء الصراع في غزة هو الخيار الأفضل له.

 

اعتبر موشيه كلوغهافت، المستشار الاستراتيجي الإسرائيلي ومدير حملات سياسية دولي سبق أن نصح نتنياهو، أنّ «الانتخابات تتعلّق برواية»، مشيراً إلى أنّه في حالة إجراء انتخابات، ستكون الرواية المقبلة لنتنياهو حول «الحرب والسلام».

 

من المتوقع أن تبدأ المرحلة الأولى من الاتفاق يوم الأحد وتستمر 6 أسابيع، تُفرج خلالها «حماس» عن 33 رهينة إسرائيلياً مقابل مئات الأسرى الفلسطينيّين، وتُعيد القوات الإسرائيلية الانتشار شرقاً بعيداً من المناطق المأهولة في غزة.

 

إذا نُفِّذت المرحلة الثانية، التي تستمر 6 أسابيع أخرى، فستشهد عودة بقية الرهائن إلى ديارهم، بعضهم أحياء وبعضهم موتى، وانسحاباً كاملاً للقوات الإسرائيلية من غزة.

 

ناشدت عائلات الرهائن نتنياهو بأن يضع السياسة جانباً ويُكمل اتفاق وقف إطلاق النار. وقد أوضح ترامب أنّه يريد إنهاء الحرب، التي اندلعت بسبب الهجوم الذي قادته «حماس» على إسرائيل في 7 تشرين الأول 2023.

 

لقد توسطت إدارة ترامب الأولى في تطبيع العلاقات الديبلوماسية بين إسرائيل و3 دول عربية. والآن يطمح الإسرائيليّون إلى صفقة أكبر تؤدّي إلى علاقات رسمية مع السعودية في الولاية المقبلة لترامب، وهي ترتيب من شأنها تعزيز المحور الإقليمي ضدّ عدو إسرائيل اللدود، إيران.

 

ويعقتد كلوغهافت، الاستراتيجي، أنّ هناك «فرصة أكبر لأن يختار نتنياهو السعودية والانتخابات بدلاً من سموتريتش واستمرار الحرب».

 

يريد شركاء نتنياهو في الائتلاف اليميني المتطرّف استمرار الحرب في غزة حتى القضاء على «حماس». وأملهم أن تحكم القوات الإسرائيلية في القطاع الفلسطيني لتمهيد الطريق لاحقاً للاستيطان اليهودي هناك.

 

وصف بن غفير الاتفاق بأنّه «استسلام» إسرائيلي لـ»حماس»، ودعا في بيان مصوّر سموتريتش إلى مساعدته في تشكيل عدد كافٍ من الأصوات لإفشاله من خلال استقالتهما معاً من الحكومة. لكن أياً منهما ليس لديه القدرة على إسقاط الحكومة بمفرده.

 

عقد نتنياهو اجتماعات مطوّلة مع سموتريتش في الأيام الأخيرة لمحاولة منع هذا السيناريو. وبعد 3 ساعات من المحادثات بين سموتريتش ونواب حزبه أمس، أصدر الحزب إنذاراً نهائياً يطالب فيه نتنياهو بالتعهّد باستئناف الحرب ضدّ «حماس» فور انتهاء وقف إطلاق النار الأول لمدة 6 أسابيع كشرط لبقاء سموتريتش في الحكومة.

 

في الوقت عينه، أجّل نتنياهو عقد جلسة الحكومة للتصويت على التصديق على الاتفاق، مشيراً إلى وجود خلافات في اللحظة الأخيرة مع «حماس» بشأن التفاصيل.

 

يعتقد بعض المحلّلين أنّ نتنياهو، الذي يواجه اتهامات بالفساد في محاكمة طويلة ويخاطر بمواجهة حساب عام بمجرّد انتهاء الحرب بسبب الإخفاقات العسكرية والسياسية في الفترة التي سبقت هجوم «حماس» عام 2023، سيختار إفشال المرحلة الثانية من الاتفاق، إذا لم تفعل «حماس» ذلك أولاً، للحفاظ على ائتلافه.

 

واكّد غيل تالشر، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس، أنّ «نتنياهو يريد البقاء في السلطة. لا معنى لأن يذهب إلى انتخابات قد لا يفوز فيها. يريد عامَين آخرَين في قيادة الحكومة».

الأكثر قراءة