كان يونايتد قد خسر على أرضه أمام نيوكاسل يونايتد في الليلة السابقة، ما زاد من سلسلة خسائره إلى 4 مباريات متتالية. تساءل البعض بسخرية عمّا إذا كانت دعوة الأقارب لمشاهدة المزيد من كرة القدم تعدّ مكافأة احتفالية أم عقوبة في منتصف الموسم.
لكنّ ذاك الصباح الخاص، الذي نظّمه فريق رعاية اللاعبين في يونايتد، يمكن اعتباره وسيلة لتحسين الأجواء وسط فترة قاتمة للنادي.
سبق لعائلات اللاعبين أن تمّت دعوتهم إلى كارينغتون من قَبل. في عهد المدرب الهولندي السابق إريك تين هاغ، كانت هناك حفلات شواء في الصيف وعيدَي الهالوين والميلاد. هذه المرّة، كان التركيز على كرة القدم، ممّا أتاح للأقارب نافذة لرؤية نوع الجلسات التي يقودها المدرب الجديد البرتغالي روبين أموريم.
منذ ذلك الحدث العائلي، قدّم يونايتد أداءَين غيّرا الأجواء ومنحا المشجّعين الأمل بأنّ أموريم يمكن أن ينجح إذا حصل على الوقت الكافي لتطبيق أفكاره.
التعادل 2-2 أمام ليفربول ثم الفوز بركلات الترجيح على أرسنال، بعد اللعب بـ10 لاعبين لمدة ساعة، أظهرا شخصيةً كبيرة وجودة أيضاً. لكنّ أموريم سيَتريّث قبل إصدار حكمه حتى المباراة ضدّ ساوثهمبتون.
أوضح البرتغالي، في المؤتمر الصحافي قبل المباراة: «المباراة المقبلة ستعلّمني المزيد عن لاعبي فريقي مقارنةً بالمباراتَين السابقتَين. لم تكن هناك توقعات لنا في المباراتَين الأخيرتَين، لكن الآن يتوقعون منا الفوز وتقديم أداء جيد».
سيأمل أن يُظهر فريقه الالتزام عينه الذي أبداه في الدقيقة 90+1 على ملعب «الإمارات». كان ذلك مثالاً مثالياً لما طلبه أموريم من لاعبيه في لقطات التدريب التي نُشِرت خلال أسبوعه الأول: الجري بقوة بعد فقدان الكرة في مناطق متقدّمة.
التفاصيل التكتيكية واللياقة البدنية
عندما أطلق حارس أرسنال الإسباني ديفيد رايا الكرة بعد ركلة حرة نفّذها القائد البرتغالي برونو فيرنانديز، تحرّك لاعبو يونايتد سريعاً. وبرز قطب الدفاع الهولندي ماتياس دي ليخت بين مَن عادوا للدفاع، إذ قطع مسافة 72 ياردة في 8 ثوانٍ بسرعة متوسطة بلغت 29,6 كم/ساعة ليصل إلى موقعه لإيقاف تسديدة الجناح رحيم سترلينغ.
أداء دي ليخت يعكس سبب إيمان تين هاغ بقدرته على اللعب في نظام يعتمد على خط دفاع عالٍ، وهو النظام الذي يرغب أموريم في تنفيذه في نهاية المطاف.
كان الجناح الهولندي جوشوا زيركزي أيضاً مِن بين مَن بذلوا جهداً كبيراً في العودة للدفاع. وبعد أن كان على مشارف منطقة الـ6 ياردات لأرسنال، عاد إلى حدود منطقة جزاء يونايتد للمساهمة في أول تدخّل ضدّ سترلينغ، ممّا أبطأه.
عندما وصلت الكرة إلى صانع الألعاب الدنماركي مارتن أوديغارد، الذي كانت لمسته ضعيفة، تدخّل لاعب الوسط الشاب توبي كولير ليبعدها لمسافة 60 ياردة. بحلول ذلك الوقت، كان قطبا الدفاع الأرجنتيني ليساندرو مارتينيز وهاري ماغواير قد عادا أيضاً، ما يعني أنّ جميع لاعبي أموريم كانوا في تلك الرقعة الصغيرة من العشب، متفوّقين على أرسنال بـ10 لاعبين مقابل 5.
وصف أموريم هذا النوع من الجري بأنّه أشبه بـ»الكلاب المجنونة»، وهو المصطلح الذي استخدمه في مؤتمر صحافي الشهر الماضي.
التحدّيات والرسائل
أشار أموريم إلى أنّ الحافز وراء التحسن الأخير يعود إلى الرغبة وليس التكتيكات، وهي رسالة موجّهة جزئياً للاعبين. وكرّر ذلك عندما أشاد بماغواير للعبه 104 دقائق ضدّ أرسنال على رغم من غيابه عن يومَين من التدريب بسبب المرض. وأوضح: «لقد كان منهكاً في النهاية، وهذا ما أريده من كل لاعب».
أمور تكتيكية وتجريبية
شهدت التدريبات تركيزاً على الركلات الثابتة، فتحسّن يونايتد في الدفاع ضدّ كرات أرسنال الميّتة مقارنةً بمواجهتهما في الدوري الممتاز. وأكّد أموريم: «في المستقبل، سنلعب بـ3 مدافعين بدلاً من 4، لكن في الوقت الحالي ندافع بعمق أكبر».
التحليل الهجومي
لاحظ أموريم أنّ يونايتد يعتمد بشكل كبير على الهجوم من الجهة اليسرى، إذ تُظهر الإحصائيات أنّ 47% من لمسات الفريق الهجومية جاءت عبر هذا الجانب منذ انضمامه.
في المباراة ضدّ ليفربول، لعب الظهير الأيمن البرتغالي ديوغو دالوت دوراً محوَرياً كجناح أيسر، بينما يعمل يونايتد على تقوية هذا المركز مع احتمال عودة الظهير الأيسر لوك شاو قريباً. ويعمل أموريم على تطوير العلاقة بين اللاعبين وأسلوب اللعب، مع التأكيد على أهمية الجهود الجماعية في تحقيق الأهداف. وختم قائلاً: «إنّه جهد جماعي، وليس مجرّد عمل فردي».