اكد رئيس جمهورية قبرص نيكوس كريستودوليدس Nikos Christodoulides وقوف بلاده الى جانب لبنان ودعمه في المجالات كافة، وتطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون، مشيراً الى حرصه على ان تكون زيارته الى لبنان في اليوم الثاني لانتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، للدلالة على عمق العلاقات بين البلدين.
وفيما وجه الدعوة للرئيس عون لزيارة قبرص عندما يرى ذلك ممكنا، أشار الرئيس القبرصي الى انه يعتزم دعوة الاتحاد الأوروبي لتقديم كل الدعم للبنان، كما دعا الرئيس عون للمشاركة في اجتماع المجلس الأوروبي على مستوى رؤساء الدول في بروكسل في آذار المقبل، ليتمكن من عرض رؤيته امام هؤلاء الرؤساء حول واقع لبنان وحاجاته ومستقبله.
بدوره، اعرب الرئيس عون عن امتنانه الكبير "للزيارة التي قام بها الرئيس القبرصي في اليوم الثاني على توليه رئاسة الجمهورية"، معتبرا "هذه الزيارة بمثابة رسالة امل لجميع اللبنانيين. وشدد رئيس الجمهورية على أهمية العلاقات الثنائية ببين لبنان وقبرص"، شاكرا للرئيس القبرصي "الدعم الذي يبديه تجاه لبنان والحرص على الارتقاء بالعلاقات الثنائية الى اعلى مستوى".
وعرض الرئيس عون لحاجات لبنان في المجالات كافة، لا سيما الدعم الاقتصادي والمساعدات للقوى المسلحة اللبنانية.
كما عرض رئيس الجمهورية للوضع في الجنوب، مؤكدا "إصرار لبنان على انسحاب العدو الإسرائيلي بالكامل مما تبقى من أراضيه المحتلة، وانتشار الجيش اللبناني على الحدود الجنوبية. ولفت الرئيس عون الى انه فور تشكيل الحكومة الجديدة، ستنطلق عجلة العمل الحكومي"، معتبرا ان "دعم الاتحاد الأوروبي في هذا المجال ضروري وبناء".
مراسم الوصول
وكان الرئيس القبرصي قد وصل الى قصر بعبدا في اول زيارة لرئيس دولة الى بيروت بعد انتخاب الرئيس عون، عند الساعة الثالثة بعد الظهر، حيث أقيمت مراسم استقبال رسمية واستعرض ثلة من حرس الشرف، وكان الرئيس عون في استقباله على مدخل القصر حيث تعانقا قبل ان يدخلا الى قاعة السفراء.
وعقد لقاء موسع بين الجانبين اللبناني والقبرصي. وضم الوفد المرافق للرئيس القبرصي كلاً من: وزير الخارجية كونستاندينوس كومبوس، السفيرة القبرصية في لبنان ماريا هادجيتيودوسيو، المتحدث باسم الرئاسة كونستانتينوس ليمبيوديس، نائبة وزير الخارجية للشؤون الأوروبية ماريلينا راونا، مستشار الامن القومي ومدير المخابرات تاسوس تزيونيس، مدير المكتب الدبلوماسي للرئاسة القبرصية دوروس فينيزيس.
وضم الوفد اللبناني كلا من وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، وسفيرة لبنان لدى قبرص كلود الحجل، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، السفيرة جان مراد، رئيس مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا.
وبعد اللقاء الموسع، عقدت خلوة بين الرئيسين تابعا فيها المباحثات والمشاورات التي تخص لبنان وقبرص والمنطقة وسبل تعزيز العلاقات بين البلدين من جهة، وبين لبنان والقارة الأوروبية من جهة ثانية.
الرئيس القبرصي
وبعد اللقاء، تحدث الرئيس القبرصي الى الصحافيين فقال: "كما تعلمون، ان لبنان هو البلد الأقرب مسافة الى قبرص، لذلك قررت اليوم ان ازور لبنان لتهنئة الرئيس عون، ولابلاغه استعدادنا للوقوف الى جانب الشعب والحكومة اللبنانية، والقيام بما يلزم من اجل ازدهار الشعب اللبناني".
اضاف: "وقبل مجيئي الى هنا، التقيت الرئيس ايمانويل ماكرون ورئيس الاتحاد الأوروبي، ووجهت دعوة الى الرئيس عون للمشاركة معنا في بروكسل في اجتماع قادة الاتحاد الأوروبي، لتقديم رؤيته للبنان والمنطقة وسنبدأ العمل على اتفاق استراتيجي وشامل بين الاتحاد الأوروبي ولبنان، كما فعلنا مع مصر والأردن.وفي الوقت نفسه، ستتولى قبرص رئاسة الاتحاد في الأول من كانون الثاني 2026، وسنعمل من اجل تعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ولبنان".
وختم: "لذلك، اردت ان اكون اول رئيس دولة يزور الرئيس عون، وإظهار بالفعل وليس بالقول، ان قبرص تقف الى جانب لبنان وشعبه".