رحيل لوبيتيغي: نقص أيام الراحة، التوتر مع اللاعبين، وحافة الهاوية لأشهرعدة
روشين توماس وغييرمو راي- نيويورك تايمز
Friday, 10-Jan-2025 06:14
وصل الإسباني جولين لوبيتيغي وسط إشادة إعلامية واسعة، كمدرب سيأخذ وست هام يونايتد إلى المستوى التالي. لكنّه يغادر في ظل غيمة من الشكوك كأقصر مدة تدريبية في تاريخ النادي الممتد لـ124 عاماً، إثر إقالته بعد 22 مباراة فقط. وكان يمكن أن تنتهي الأمور بشكل أسرع من ذلك. أحد أعضاء الإدارة العليا في وست هام كان يرغب في إقالته في تشرين الثاني إذا كان القرار بيده.

تزايدت المخاوف بشأن مستقبل لوبيتيغي، مدرب منتخب إسبانيا وريال مدريد السابق، عقب الهزيمة 3-0 أمام نوتنغهام فورست في 2 تشرين الثاني. وكانت العوامل الرئيسة تشمل غياب هوية تكتيكية واضحة للفريق وعدم توافق المدرب الإسباني مع وست هام. ومُنِح المزيد من الوقت على أمل تحقيق تحسن ملحوظ، لكن داخلياً اعتُبِر ذلك مهلة موقتة.

الهزائم الثقيلة الأخرى والعلاقات المتوترة مع اللاعبين، ومع المدير الفني للنادي تيم شتايدتن، ساهمت في قِصَر فترة لوبيتيغي التي استمرّت 8 أشهر فقط في شرق لندن.

بحلول بداية العام، بدأ شتايدتن بنشاط في البحث عن بدلاء محتملين، بما في ذلك السويسري إدين تيرزيتش، الذي قاد بوروسيا دورتموند الألماني إلى نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي؛ البرتغالي سيرجيو كونسيساو، الذي عُيّن لاحقاً مديراً فنياً لميلان الإيطالي؛ البرتغالي باولو فونسيكا، الذي حَلّ كونسيساو محله في "سان سيرو"؛ والمدرب المُعيّن لاحقاً، الإنكليزي غراهام بوتر، المدير الفني السابق لسوانزي سيتي، برايتون وتشلسي.

أشرف لوبيتيغي على التدريب صباح يوم الأربعاء قبل أن يُبلّغ بإقالته مع طاقمه الفني المساعد، الذي يضمّ بابلو سانز، أوسكار كارو، خوان فيسينتي بينايدو، بورخا دي ألبا، وإيدو روبيو. وقّع بوتر عقداً لمدة عامَين ونصف لتولي المنصب، بعد أن كان عاطلاً من العمل منذ انتهاء فترة 7 أشهر مع تشلسي في نيسان 2023.

خسر لوبيتيغي 9 مباريات من أصل 20 مباراة بالدوري كمدرب. وكانت الهزيمة 4-1 أمام مانشستر سيتي السبت الماضي بمثابة القشة الأخيرة. كانت الأجواء في المدرج الخاص بمشجّعي الـ"هامرز" في "استاد الاتحاد" كئيبة، وهتف الأنصار: "ستُقال في الصباح".

يحتل وست هام المركز السابع بفارق 7 نقاط عن منطقة الهبوط، وكانت إقالة لوبيتيغي في منتصف موسمه الأول في القيادة متوقعة منذ فترة طويلة. تحدّثت صحيفة "ذا أثلتيك" مع أشخاص في النادي، وأفراد مقرّبين من الإدارة العليا واللاعبين، وآخرين مقرّبين من المدرب المُقال. جميع الذين تحدّثوا إلينا لهذا المقال فعلوا ذلك بشرط عدم الكشف عن هويتهم لحماية علاقاتهم.

"ذا أثلتيك" تكشف للمّرة الأولى ما الذي حدث بشكل خاطئ مع لوبيتيغي في وست هام، بما في ذلك:

- تأثير قلة أيام العطلة على الروح المعنوية في النادي.

- وجود البرتغالي روبين أموريم والألماني فابيان هورزلر ضمن القائمة الأولية للمرشحين لتدريب الفريق.

- تنظيم اللاعبين ليلة للخروج بعد هزيمة ثقيلة أمام توتنهام لتحسين الروح المعنوية.

- مواجهة بين الفرنسي جان-كلير توديبو ولوبيتيغي في استراحة بين شوطَي إحدى المباريات، أدّت إلى فصلهما.

- ارتباك اللاعبين بسبب التعليمات في التدريبات والمباريات، وتدريب الحراس مع لاعبي الميدان.

التأثير النفسي لقلة أيام الراحة

كانت واحدة من الشكاوى المتكرّرة من اللاعبين هي قلة أيام الراحة التي يمنحها لوبيتيغي لهم، ممّا أدّى إلى استياء داخل غرفة الملابس. بعد الهزيمة 4-1 أمام نيوكاسل في 8 تشرين الأول، قرّر لوبيتيغي استدعاء اللاعبين للتدريب في اليوم التالي، بينما كان يُتوقع أن يمنحهم راحة.

عادةً، يُعطى اللاعبون أيام راحة بعد المباريات لاستعادة عافيتهم الذهنية والبدنية. لكنّ لوبيتيغي اتبع نهجاً مختلفاً، مبرِّراً قراره بضرورة تحسين الأداء وتصحيح الأخطاء التكتيكية. ومع ذلك، شعر اللاعبون أنّ النهج كان قاسياً وغير ضروري.

البحث عن بدلاء محتملين

بحلول نهاية تشرين الأول، أصبح واضحاً أنّ النادي كان يبحث بجدّية عن بدائل. أدرَج شتايدتن، المدير الفني، أسماء مثل أموريم، مدرب سبورتينغ لشبونة البرتغالي، وهورزلر، مدرب بازل السويسري، في قائمة المرشحين.

كان شتايدتن حريصاً على استقطاب مدرب يتماشى مع رؤية النادي طويلة الأمد. لكن عندما أصبح غراهام بوتر متاحاً، تحوّلت الأنظار إليه، نظراً لخبرته في الدوري الإنكليزي الممتاز.

التوتر بين اللاعبين والمدرب

بعد الهزيمة الثقيلة 6-1 أمام توتنهام في 24 كانون الأول، قرّر اللاعبون تنظيم ليلة جماعية للخروج، بعيداً من أعيُن الجهاز الفني، لتحسين الروح المعنوية. هذا التحرّك عكس استياء اللاعبين من أسلوب لوبيتيغي في القيادة.

حدثت مواجهة أخرى خلال استراحة بين الشوطَين ضدّ أستون فيلا، عندما دخل لوبيتيغي في مشادة مع توديبو. كان التوتر واضحاً لدرجة أنّ أعضاء الجهاز الفني اضطرّوا للتدخّل لفصلهما.

ارتباك تكتيكي

كان اللاعبون يشعرون بالارتباك بسبب التعليمات غير الواضحة أثناء التدريبات والمباريات. أحياناً، كان يشترك حراس المرمى في التدريبات الجماعية مع لاعبي الميدان، ممّا أثار تساؤلات حول الأسلوب التدريبي للوبيتيغي.

علاوةً على ذلك، كان اللاعبون يتلقون تعليمات متناقضة، ما أدّى إلى أداء غير منسجم على أرض الملعب. غياب الخطة التكتيكية الواضحة ترك الفريق من دون هوية حقيقية، ممّا زاد من الضغط على المدرب.

تقارير حول تحرّكات النادي

أدّى الارتباك التكتيكي إلى ظهور تقارير إعلامية تشير إلى أنّ النادي بدأ فعلاً البحث عن مدرب بديل، قبل إقالة لوبيتيغي رسمياً. تلك التقارير جاءت مع تزايد الضغوط الجماهيرية وتصاعد الانتقادات الموجهة إلى أداء الفريق.

في الوقت عينه، كانت إدارة النادي تحاول الحفاظ على الانضباط الداخلي، مشدّدةً على أهمية التركيز على المباريات المقبلة، لكنّ الأمور كانت تتجه بشكل واضح نحو اتخاذ قرار حاسم.

النهاية الحتمية

بعد سلسلة من النتائج المُخيِّبة للآمال والمشاكل الداخلية المتفاقمة، قرّرت إدارة النادي أنّ الوقت قد حان للتغيير. أقيل لوبيتيغي، وأعلِن عن البديل المنتظر بسرعة كبيرة لتفادي أي تأثير سلبي إضافي على الفريق.

بإقالة لوبيتيغي، يأمل النادي أن يعود الفريق إلى طريق النجاح، مع مدرب جديد قادر على تحسين العلاقات داخل غرفة الملابس وفرض رؤية تكتيكية واضحة تساعد اللاعبين في استعادة ثقتهم بأنفسهم.

الأكثر قراءة