مانشيت "الجمهورية"- العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية... أعلن برنامجاً متكاملاً للانقاذ
Friday, 10-Jan-2025 06:01

الليل الطويل من المشاروات على خط عين التينة ـ الرياض ـ واشنطن انتهى فجر أمس إلى اتفاق على الضمانات، وهذه الضمانات، حسب قول أحد الذين شاركوا في هندستها لـ»الجمهورية»، هي أميركية ـ سعودية، أُعطيت للثنائي الشيعي خصوصاً وللبنان عموماً، وأتاحت حصول التوافق شبه الجامع نهاراً على انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية، وتقضي الضمانات بإلزام اسرائيل بالانسحاب من الجنوب في الايام المتبقية من هدنة الستين يوماً التي تنتهي في 27 من الجاري وتنفيذ القرار الدولي 1701، وتثبيت مرجعية الثنائي في القرار الشيعي وموقعه في السلطة التنفيذية الجديدة التي كان انتخاب رئيس الجمهورية اللبنة الاولى فيها. فيما يُنتظر ان ينطلق الرئيس الجديد إلى إجراء المشاورات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة الجديدة مطلع الاسبوع المقبل.

بأكثرية 99 صوتاً من اصل 128 انتخب مجلس النواب في الدورة الثانية من جلسته الانتخابية برئاسة رئيس المجلس نبيه بري قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية، منهياً فراغاً في سدّة الرئاسة دام سنتن وشهرين وعشرة ايام، وذلك في مقابل 15 ورقة كتبت عليها «السيادة والدستور» و9 أوراق بيض و5 أخرى اعتُبرت ملغاة. وذلك بعدما كان نال 71 صوتاً في الدورة الاولى قبل رفع الجلسة لساعتين كانتا كافيتين لاستكمال المشاورات التي دارت بين المعنيين واستمرت حتى الفجر، خصوصاً بين الموفد السعودي الامير يزيد بن فرحان وبين الرئيس بري عبر معاونه السياسي النائب علي حسن خليل، وكان على خطها الموفد الرئاسي أموس هوكشتاين والسفيرة الاميركية في لبنان ليزا جونسون، وكذلك اللقاء الذي عقده رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد والنائب خليل مع قائد الجيش العماد جوزاف عون خلال فترة الساعتين التي سبقتا الدورة الثانية من الجلسة الانتخابية التي انتهت بتصويت كتلتي «الثنائي» تأييداً لجوزاف عون ما مكّنه من الفوز بـ99 صوتاً، وتخطّي قطوع أي طعن بدستورية انتخابه، حيث كان بري حسم الجدال الدستوري في بداية الجلسة بالتأكيد انّ نيل عون أكثرية ثلثي اصوات النواب يمنع الطعن بفوزه امام المجلس الدستوري. فيما غرّد تكتل «لبنان القوي» خارج سرب التوافق على انتخاب عون مقترعاً بإسم «السيادة والدستور» مثلما فعل في دورة الاقتراع الاولى.

ترحيب واسع

ولاقى انتخاب جوزاف عون ترحيباً عربياً ودولياً واسعاً، وتلقّى اتصالات وبرقيات تهنئة من رؤساء وملوك دول، منهم الرئيس الأميركي جو بايدن الذي اتصل به مهنئاً، ووصفه بأنّه «الرئيس المناسب للبنان». وقال: «الرئيس عون سيوفر قيادة حاسمة بينما ينفّذ لبنان وإسرائيل وقف الأعمال العدائية بالكامل». وأضاف: «جوزاف عون يحظى بثقتي وأعتقد اعتقاداً راسخاً أنّه الزعيم المناسب». وأشار إلى أنّ «الشعب اللبناني اختار مساراً يتماشى مع السلام والأمن والسيادة وإعادة الإعمار بالشراكة مع المجتمع الدولي».

وتلقّى جوزاف عون اتصالاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هنأه فيه بانتخابه رئيساً للجمهورية، وجدد له دعم فرنسا للبنان. وابلغ اليه أنّه «سيزور لبنان قريباً جداً».

وهنأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الامير محمد بن سلمان جوزاف عون بانتخابه رئيساً للبنان.

وكذلك بارك أمير قطر تميم بن حمد، لعون انتخابه، مشيرًا إلى «أننا نرجو أن تمثّل هذه الخطوة بداية مرحلة جديدة من الاستقرار والازدهار».

وتلقّى جوزاف عون تهنئة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي أكّد «إيمان مصر بقدرة الرئيس اللبناني على قيادة البلاد خلال هذه المرحلة الدقيقة التي يمرّ فيها لبنان والمنطقة، وتحقيق تطلعات الشعب اللبناني الشقيق».

وهنأ رئيس دولة الامارات الشيخ محمد بن زايد نظيره جوزاف عون بانتخابه رئيساً للبنان، وقال عبر منصة «اكس»: «أتطلع إلى العمل معه لما فيه خير شعبينا وأمن المنطقة واستقرارها».

وأبرق الملك الأردني عبدالله الثاني الى جوزاف عون مهنئاً ومكرّراً «تأكيد وقوف بلاده إلى جانب لبنان في دعم سيادته وأمنه وسلامة أراضيه»، مشدّداً على «متانة العلاقات الثنائية المتجذرة، والحرص على توسيع فرص التعاون، وإدامة التنسيق بما يحقق المصالح المشتركة، ويعزز وحدة الصف العربي».

واعتبرت وزارة الخارجية الألمانية، في بيان أنّ انتخاب جوزاف عون «مناسبة لإجراء إصلاحات في لبنان».

خطاب القسم

وبعد أدائه القسم على الدستور، قال جوزاف عون، في خطاب القسم «شرّفني السادة النواب بانتخابي رئيساً وهو أعظم وسام أناله». وأشار إلى انّ «لبنان هو من عمر التاريخ، وصفتنا الشجاعة وقوتنا التأقلم ومهما اختلفنا فإننا عند الشدّة نحضن بعضنا البعض واذا انكسر أحدنا انكسرنا جميعاً». ورأى أنّه «يجب تغيير الأداء السياسي في لبنان»، وقال: «عهدي إلى اللبنانيين أينما كانوا وليسمع العالم كله، أنّ اليوم بدأت مرحلة جديدة من تاريخ لبنان وسأكون الخادم الأول للحفاظ على الميثاق ووثيقة الوفاق الوطني وأن أمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كحكم عادل بين المؤسسات». وأضاف: «إذا أردنا أن نبني وطناً فإنّ علينا أن نكون جميعاً تحت سقف القانون والقضاء». وأكّد أنّ «التدخّل في القضاء ممنوع ولا حصانات لمجرم أو فاسد ولا وجود للمافيات ولتهريب المخدرات وتبييض الأموال». ولفت الى انّ «عهدي هو التعاون مع الحكومة الجديدة لإقرار مشروع قانون استقلالية القضاء، وأن أطعن بأي قانون يخالف الدستور، وعهدي هو الدعوة لإجراء استشارات نيابية في أسرع وقت لاختيار رئيس حكومة يكون شريكاً وليس خصماً»، معلناً «سنجري المداورة في وظائف الفئة الأولى ضمن الدولة، كما سنقوم بإعادة هيكلة الإدارة العامة، كما سأعمل على تأكيد حق الدولة في احتكار حمل السلاح». أضاف: «اننا سنستثمر في الجيش لضبط الحدود وتثبيتها جنوباً وترسيمها شرقاً وشمالاً ومحاربة الإرهاب ويطبّق القرارات الدولية ويمنع الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان». وتابع: «سأسهر على تفعيل عمل القوى الأمنية كأداة أساسية لحفظ الأمن وتطبيق القوانين كما سنناقش استراتيجية دفاعية كاملة على المستويات الديبلوماسية والاقتصادية والعسكرية بما يمكن الدولة اللبنانية من إزالة الإحتلال الإسرائيلي وردع عدوانه». وأكّد جوزاف عون أنّ «عهدي أن نعيد ما دمّره العدو الإسرائيلي في الجنوب والضاحية والبقاع وفي كل أنحاء لبنان. وشهداؤنا هم روح عزيمتنا وأسرانا هم أمانة في أعناقنا»، وقال: «آن الأوان لنراهن على استثمار لبنان في علاقاتنا الخارجية لا أن نراهن على الخارج للاستقواء على بعضنا البعض». وأكّد «رفض توطين الفلسطينيين»، وقال: «نؤكّد عزمنا لتولّي أمن المخيمات، وسنمارس سياسة الحياد الإيجابي».

بحاجة لكل شيء

وكان بري قال بعد إعلانه فوز جوزاف عون: «أتقدّم بإسم الامة واللبنانيين جميعاً بالتهنئة إلى فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وبخاصة في هذه الظروف الحرجة، لا سيما في الجنوب، حيث يتعرّض أهلنا إلى أبشع وأشدّ الحروب قساوة من أي حرب أخرى». وأضاف : «لبنان اليوم بحاجة لكل شيء والمناطق الجنوبية الحدودية بحاجة لكل شيء وكذلك كل الجنوب».

مواقف

وأكّّد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، «أننا أردنا من خلال تأخير تصويتنا للرئيس جوزاف عون أن نرسل رسالة بأننا حماة الوفاق الوطني في البلد، كما كنا حماة السيادة». وقال: «نحن حماة حقيقيون للناس وعلى رأس الدماء التي قدّمناها سيدّ المقاومة السيد حسن نصرالله»، مضيفًا «سنبقى أوفياء لبلدنا وأهلنا على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم ليكون البلد منارة في الشرق».

وأكّد رئيس «التيّار الوطنيّ الحر» النائب جبران باسيل، مساء امس أنّه «بتوفيق رئيس الجمهورية جوزاف عون يكون التوفيق للبنان كلّه فهنأناه طبعًا». وقال لقناة «LBCI»، انّ «جوزاف عون أتى بعملية تعيين وفرض من الخارج، لكن رغم ذلك سنتعاطى مع المرحلة الجديدة على أساس السعي نحو النجاح». واضاف: «نبّهت من أن نصبح تحت وصاية دولية. فكما فرضوا علينا رئيسًا يمكنهم فرض رئيس حكومة وغيره».

الأكثر قراءة