التقزّم في لبنان: دور التغذية في التصدّي
ساندي بو يزبك

أخصائية تغذية

Wednesday, 08-Jan-2025 06:25

سُجِّل ارتفاع ملحوظ في معدّلات التقزّم بين الأطفال في لبنان، إذ أظهرت دراسة أجراها المجلس الوطني للبحوث العلمية أنّ المعدّل ارتفع من 9,7% في عام 2004 إلى 14% في عام 2023. ويعكس هذا الارتفاع أزمة غذائية وصحية متفاقمة ناجمة عن التدهور الاقتصادي، ممّا يتطلب تدخّلاً عاجلاً لتحسين التغذية وضمان نمو الأطفال بشكل صحي.

التغذية السليمة هي الحل الأساسي للتقزّم، إذ يحتاج الأطفال إلى غذاء غني بالبروتين، الزنك، الحديد، وفيتامين A. فالبروتين أساسي لدعم النمو الصحي، ويتوفّر في البيض، الدجاج، الأسماك، والعدس.

 

الزنك يُعزّز المناعة ونمو الخلايا، ويوجد في المكسرات والبذور. أمّا الحديد فيمنع فقر الدم المؤثر على النمو، ويوجد في السبانخ، البقوليات، واللحوم.

 

الألف يوم الأولى من حياة الطفل هي الأهم، وتشمل فترة الحمل وحتى عمر السنتَين.

 

في هذه الفترة، يجب دعم الأمهات الحوامل غذائياً والالتزام بالرضاعة الطبيعية خلال الأشهر الـ6 الأولى، يليها تقديم أغذية تكميلية صحية مثل الفواكه المهروسة والخضروات.

 

وتُساهم الأطعمة الغنية بالطاقة مثل زيت الزيتون، الأفوكادو، والمكسرات في تلبية احتياجات النمو.

 

في حال لم تكفِ التغذية وحدها، يمكن استخدام مكمّلات غذائية مثل الحديد والزنك، إلى جانب الفيتامينات المتعددة لدعم المناعة والنمو.

 

وتؤثر عادات الأكل الأسرية على الأطفال، لذا يجب تقديم وجبات متوازنة لجميع أفراد الأسرة، مع تقليل استهلاك الأطعمة المصنّعة والمشروبات السكرية. كما أنّ شرب الماء النظيف ضروري لتجنّب الأمراض التي قد تؤثر سلباً على النمو.

 

التوعية الغذائية للأمهات ضرورة لتعريفهنّ بأساليب تحضير وجبات غنية بالعناصر الغذائية باستخدام مكونات محلية. ويمكن أن تساهم ورش العمل التوعوية في نشر هذه الثقافة.

 

التغذية السليمة ليست مجرّد وجبات، بل استثمار في مستقبل الأطفال، إذ تسهم في تحسين النمو البدني والعقلي وتقوية المناعة.

 

ومن خلال توفير الغذاء الصحي وتعزيز الوعي المجتمعي، يمكن تقليل معدّلات التقزّم وضمان مستقبل أفضل للأجيال المقبلة.

الأكثر قراءة