أخصائية تغذية
التأثير البيولوجي للوحدة والعزلة
تشير الأبحاث إلى أنّ الوحدة ليست مجرّد إحساس عابر، بل إنّها تُحدث تغييرات بيولوجية يمكن قياسها في الجسم. وأظهرت الدراسة أنّ بعض البروتينات، مثل ADM وASGR1، تنشط عند الشعور بالعزلة، ممّا يؤدّي إلى التهابات مزمنة ويضعف الاستجابات المناعية.
وتؤثر هذه التغيّرات أيضاً على وظائف الأوعية الدموية والدماغ، ممّا يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
بالإضافة إلى ذلك، يرتفع مستوى هرمون الكورتيزول، المعروف باسم هرمون التوتر، لدى الأشخاص الذين يعانون من الوحدة المزمنة. ويؤدّي الارتفاع إلى زيادة ضغط الدم، تراكم الدهون في البطن، وارتفاع مستويات السكر في الدم، ممّا يجعل الجسم أكثر عرضة للأمراض المزمنة.
التغذية وسيلة للتخفيف من آثار الوحدة
يمكن أن يساعد النظام الغذائي الصحي في التخفيف من هذه المخاطر. نظراً لأنّ الالتهابات المزمنة تلعب دوراً رئيساً في الأمراض المرتبطة بالوحدة، فإنّ الأطعمة المضادة للالتهابات قد تكون فعّالة.
تُعرف الأطعمة الغنية بالأوميغا-3، مثل الأسماك الدهنية (السلمون، التونة) وبذور الكتان، بقدرتها على تقليل الالتهابات وتعزيز صحة الدماغ. وقد ربطت الدراسات بين تناول الأوميغا-3 وتحسين الحالة المزاجية.
كذلك، تُعدّ الفواكه والخضروات الملوّنة (التوت، السبانخ، والجزر)، مصادر غنية بمضادات الأكسدة التي تحارب الالتهابات وتعزّز المناعة. ويُنصح أيضاً بتناول الأطعمة الغنية بالألياف والبروبيوتيك، مثل الشوفان والزبادي، لتحسين صحة الأمعاء، ممّا ينعكس إيجاباً على الصحة النفسية.
النشاط البدني والتواصل الاجتماعي
على رغم من أهمية الغذاء، إلّا أنّه لا يمكن اعتباره الحَل الوحيد. فيُعدّ النشاط البدني والتواصل الاجتماعي ركيزتَين أساسيتَين لتحسين الصحة النفسية والجسدية. فالرياضة تُحفّز إفراز هرمونات السعادة، بينما يُعزّز التواصل الاجتماعي الشعور بالانتماء.
التوازن بين الغذاء والعلاقات الاجتماعية
للحفاظ على الصحة، من الضروري الجمع بين التغذية السليمة والعلاقات الاجتماعية الداعمة. وتَناوَل طعاماً متوازناً، مارِس التمارين، وتواصَل مع الآخرين لتحقق توازناً نفسياً وجسدياً.
تذكّر أنّ الطعام قد يكون دواءً للجسد، لكنّ الأصدقاء هم شفاء للروح.