انتهت ملحمة طويلة، وأصبح فجر جديد يلوح في الأفق لمشجّعي إيفرتون المتعَبين. بعد سلسلة من المشترين المحتملين الذين أتوا وذهبوا، أبرمت مجموعة فريدكين (TFG) أخيراً اتفاقاً مع فرهاد مشيري في أيلول لشراء حصته البالغة 94,1% في إيفرتون.
الآن تمّت الصفقة، بعد الحصول على موافقة الدوري الإنكليزي الممتاز، اتحاد كرة القدم، وهيئة السلوك المالي. خلال فترة مشيري التي استمرّت 8 سنوات في مرسيسايد، أنفق إيفرتون في البداية ببذخ في سوق الانتقالات، وأقال 8 مدربين دائمين بأساليب لعب غالباً ما كانت متباينة بشكل كبير، لكن تراجع في الأداء. وواجه النادي صراعات للبقاء بعيداً من الهبوط، وشهد الموسم الماضي خصم نقاط مرّتَين منفصلتَين لخرق قواعد الدوري الممتاز المتعلقة بالربحية والاستدامة.
الآن، ومع تواجد إيفرتون مرّة أخرى في النصف السفلي من الجدول وتهديد الهبوط مجدداً، يقدّم تغيير الملكية بصيص أمل للجماهير.
مَن هي الشخصيات الرئيسة في مجموعة فريدكين؟
رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة فريدكين هو الملياردير الأميركي دان فريدكين (59 عاماً)، الذي جمع ثروته من بيع السيارات. وهو عضو في مجلس إدارة رابطة الأندية الأوروبية التي تمثل مصالح الأندية المحترفة في أوروبا.
منذ عام 2020، تملك مجموعة فريدكين روما الإيطالي، الذي اشترته مقابل حوالى 700 مليون دولار (حوالى 550 مليون جنيه إسترليني) من الأميركي جيم بالوتا. ويلعب رايان، ابن دان فريدكين (34 عاماً)، دوراً كبيراً في روما، وهو من عشاق كرة القدم.
مارك واتس هو رئيس مجموعة فريدكين، بينما يشغل بريان ووكر منصب نائب رئيس استراتيجية وتطوير استثمارات الرياضة في روما. حالياً، تمتلك شركة Roundhouse Capital Holdings Limited التابعة لمجموعة فريدكين النادي رسمياً، وأصبح واتس رئيساً تنفيذياً في ملعب «غوديسون بارك» والمسؤول عن إدارة النادي، بينما أصبح دان فريدكين رئيساً لمجلس الإدارة.
يشمل مجلس الإدارة آنا دونكل، المديرة المالية لمجموعة فريدكين، وكولين تشونغ، الرئيس التنفيذي الموقت للنادي. وأعلن النادي أنّه سيُعيّن شخصيات إضافية خلال الأسابيع المقبلة.
ما هو حجم ثروتهم ومن أين تأتي؟
تُقدّر الثروة الشخصية لدان فريدكين بـ8,2 مليارات دولار (6,4 مليارات جنيه إسترليني) وفقاً لمجلة «فوربس». وتبلغ الإيرادات السنوية لمجموعة فريدكين، التي تتخذ من هيوستن بولاية تكساس مقراً لها، حوالى 13 مليار دولار (10 مليارات جنيه إسترليني)، وتوظّف 11,000 شخص.
تأتي ثروة عائلة فريدكين من شركة «غالف ستيتس تويوتا»، التي أسسها والده توم عام 1969، وأصبحت واحدة من أكبر موزّعي سيارات وأجزاء تويوتا في العالم.
منذ ذلك الحين، وبعد أن أصبح دان الرئيس التنفيذي في التسعينات، توسعت مجموعة فريدكين إلى قطاعات أخرى، بما في ذلك المنتجعات الفاخرة، ملاعب الغولف، والرياضة.
بالإضافة إلى امتلاك روما، استحوذت المجموعة العام الماضي على نادي كان الفرنسي، الذي يلعب في الدرجة الرابعة.
كما توسعت مجموعة فريدكين إلى مجال صناعة الأفلام، من خلال إنشاء استوديو Imperative Entertainment عام 2014، الذي أنتج فيلم «Killers of the Flower Moon»، من إخراج مارتن سكورسيزي وبطولة ليوناردو دي كابريو. ورُشّح الفيلم لعشر جوائز أوسكار. في عام 2018، استحوذت المجموعة أيضاً على استوديو «Neon»، الذي أنتج فيلم «Parasite» الكوري الجنوبي، الذي فاز بـ4 جوائز أكاديمية.
لماذا إيفرتون؟
كان هناك العديد من المهتمين بشراء إيفرتون منذ أن وافق مشيري على البيع العام الماضي. الجاذب الأكبر للمشترين المحتملين هو الملعب الجديد للنادي في براملي-مور دوك، الذي سيفتتح الموسم المقبل.
بينما يُعدّ ملعب «غوديسون بارك» التاريخي، الذي يتسع لـ39,572 متفرّجاً، أحد المعالم الكلاسيكية في كرة القدم الإنكليزية، فإنّ الملعب الجديد الذي يتسع لـ52,888 مقعداً على الواجهة البحرية لمرسيسايد يُفترض أنّه سيدفع إيفرتون إلى مستوى جديد.
لم يكن الملعب الجديد السبب الوحيد للاهتمام بإيفرتون. فالنادي، الذي لم يهبط من الدوري الممتاز منذ خمسينات القرن الماضي، يتمتع بقاعدة جماهيرية مخلصة وتاريخ غني، وفاز بالدوري 9 مرّات، كأس الاتحاد 5 مرّات، وكأس الكؤوس الأوروبية عام 1985. يمتلك إيفرتون أيضاً أكاديمية مميّزة من الدرجة الأولى في مقره في Finch Farm، التي أنتجت لاعبين مثل واين روني، القائد السابق وهداف المنتخب الإنكليزي، روس باركلي، وأنطوني غوردون.
هل تمّت العملية بسلاسة؟
بالكاد. كانت الطريق مليئة بالعقبات للوصول إلى هذه المرحلة. في البداية، كانت هناك مفاوضات بين مشيري ومجموعة KAM. ثم توقفت المحادثات مع MSP Sports Capital حول احتمال الحصول على حصة أقلية. بعد ذلك، كانت هناك ملحمة طويلة تتعلّق بالاستحواذ المحتمل من قِبل شركة 777 Partners، التي أثارت الجدل بسبب مخاوف بشأن تمويلها، لكنّ ذلك أيضاً انتهى بالفشل.
بعد خروج 777 Partners من المشهد، حصلت مجموعة فريدكين على حق الحصرية لإجراء محادثات مع مشيري في حزيران. ومع ذلك، توقفت المفاوضات، ممّا بدا وكأنّه يفتح الطريق أمام جون تكستور، رجل الأعمال الأميركي الذي تمتلك مجموعته «Eagle Football Group» حصة أقلية في كريستال بالاس، المنافس في الـ»بريميرليغ».
لكن في منعطف أخير، عادت مجموعة فريدكين وأبرمت اتفاقاً لشراء حصة مشيري البالغة 94% في 24 أيلول. وبعد شراء حصة مشيري وتحويل ديون بقيمة تزيد عن 200 مليون جنيه إسترليني إلى أسهم، أصبحت المجموعة تمتلك 99,5% من النادي.
حتى الآن، استثمرت مجموعة فريدكين حوالى مليار يورو (1,1 مليار دولار) في روما، لكنّها لم تنجح في تحقيق هدفها بالتأهل إلى دوري أبطال أوروبا. ومع ذلك، رفعت العوائد التجارية، واستثمرت في فريق السيدات، وهناك خطط لإنشاء ملعب جديد.