غوارديولا: "لست جيداً بما يكفي"... هل لديه وجهة نظر؟
مارك كريتشلي- نيويورك تايمز
Tuesday, 17-Dec-2024 06:32

مع كل هزيمة جديدة، تتآكل الحجج المألوفة التي تدعم فكرة قدرة مانشستر سيتي على استعادة توازنه. نرى إنّ سيتي جيد جداً، إذ لا يمكنه الاستمرار في اللعب بهذا السوء - وهو كذلك إلى حَدّ ما، لأنّ هناك لحظات في المباريات الأخيرة تبدو فيها الأمور مستقرة نسبياً. لكن بعد ذلك، يحدث انتكاس مفاجئ ينهار معه كل شيء.

نؤكّد أنّ سيتي سيستعيد تألقه، وهذا ما حدث نوعاً ما: سلسلة من 8 هزائم في 11 مباراة. قبل 3 سنوات، انتهت سلسلة انتصارات استمرّت 21 مباراة بهزيمة في دربي مانشستر على ملعب «الاتحاد». أمّا الآن، يبدو سيتي غير قادر حتى على تحقيق انتصارَين متتاليَين.

لكنّ غوارديولا، العقل التدريبي الأبرز في العصر الحديث، سيجد الحل، أليس كذلك؟ بعد 6 ألقاب في 7 سنوات، ما زال هذا هو أقوى الحجج. كان غوارديولا دائماً صمام الأمان بالنسبة إلى سيتي، يحل المشكلات قبل أن تصبح أزمة خطيرة.

هكذا، يوم الأحد، توصّل إلى حَلّ، نوعاً ما. في مواجهة 3 مدافعين فقط جاهزين في الدربي رقم 195 لمدينة مانشستر، اختار غوارديولا إشراك البرتغالي ماتيوس نونيز في مركز الظهير الأيسر.

كان هذا أحد الخيارات التي طرحها بشكل غير مباشر خلال المؤتمر الصحافي الذي سبق المباراة يوم الجمعة، إلى جانب فكرة إعادة أحد الأجنحة إلى الخلف أو التحوّل إلى خط دفاع ثلاثي. ومع استبعاد إشراك المراهق جاهماي سيمبسون-بوسي في التشكيلة الأساسية، كان نونيز في مركز الظهير الأيسر الخيار الأكثر احتمالاً.

لكن، كما هو معتاد مع سيتي أخيراً، حدث انهيار مفاجئ آخر، واستمرّت هذه السلسلة البائسة، وفشل غوارديولا في إصلاح الأمور بشكل كارثي.

بعد تمريرة نونيز الخلفية التي تسبّبت في احتساب ركلة جزاء (د88)، ممّا قلب موازين الدربي (كما توضّح الرسوم البيانية للأهداف المتوقعة)، لم يَجد غوارديولا إلّا أنّ يوجّه أصابع الاتهام إلى نفسه.

بعد المباراة، شدّد غوارديولا: «أنا المدرب، أنا المسؤول، ولستُ جيداً بما يكفي. الأمر بهذه البساطة. يجب أن أجد طريقة للحديث معهم، تدريبهم، الطريقة التي يلعبون بها، الضغط، والبناء من الخلف، ولستُ جيداً بما يكفي. لا أقوم بعملي بشكل جيد. هذه هي الحقيقة».

التحقنا جميعاً بـ»جامعة باركليز» في قسم «غوارديولوجيا» خلال الأسابيع الأخيرة - نحلل بدقة كل كلمة يقولها في لقاءاته مع الإعلام، كل حركة يقوم بها على خط التماس، وكل خدش يَظهر على جبينه أو يجرح جلده.

خذ على سبيل المثال مقابلته مع زميله السابق الإيطالي لوكا توني على منصة «أمازون برايم» هذا الأسبوع. الكثير ممّا كشفه غوارديولا عن صعوبة النوم ومعاناته من اضطراب في المعدة قبل المباريات، كان لافتاً لكنّه ليس جديداً تماماً، فقد كانت هذه الأمور معروفة بشكل ما في المجال العام.

وكذلك الأمر بالنسبة إلى تصريحاته الأخيرة. نادراً ما يلقي غوارديولا باللوم علناً على أي من لاعبيه. فقد أعلن سابقاً، في وثائقي «أمازون برايم» قبل 6 سنوات، أنّه سيعمل دائماً على الدفاع عنهم في المؤتمرات الصحفية. هو مَن يتحمّل النقد. هو مَن يتحمّل مسؤولية الإخفاقات.

هذا الاعتراف بأنّه «ليس جيداً بما يكفي» يجب أن يُفهم أولاً وقبل كل شيء كأداة يستخدمها مدرب يشعر بأنّه بحاجة لحماية لاعبيه أكثر من أي وقت مضى.

لكنّ الصعوبة في تجاهل هذا التصريح باعتباره مجرّد وسيلة هو أنّ غوارديولا، عندما يبرز أخطاءه، ربما تكون لديه نقطة صائبة.

هذه الفترة المليئة بالإخفاقات تمتد على مدى شهر ونصف، ويعتقد معظم مشجّعي سيتي والمراقبين أنّ المشكلات الأساسية تعود لفترة أطول من ذلك. لم تعُد مجرّد عثرة عابرة، ومع ذلك، لم يتمكّن غوارديولا من إيجاد حَل - أو على الأقل ليس حلاً ناجحاً.

في الماضي، سواء عند غياب الظهير الأيسر، أو عند تلقّي الأهداف بسهولة من الهجمات المرتدة، أو عند تعديل خط الهجوم ليناسب إيرلينغ هالاند، كان غوارديولا يواجه المشكلات سريعاً أو يجد حلولاً بديلة، وغالباً ما تكون المكافأة هي لقب الدوري الممتاز عند انتهاء الموسم.

كان دائماً، على أقل تقدير، يمنع المشكلات التي تطرأ من تدمير موسم سيتي. لكن هذا الآن خطر حقيقي، إن لم يكن قد حدث بالفعل، لأنّ غوارديولا يكافح لإيجاد الإجابات.

هذا ليس بالضرورة انتقاداً. مشاكل سيتي معقّدة ومتداخلة. الجدول المزدحم أدّى إلى الإصابات. الإصابات زادت من الإرهاق. والإرهاق تفاقم بسبب الجدول. كل هذا خارج عن سيطرته، كما أشار يوم الأحد، مضيفاً: «المشكلة دائماً كانت هي نفسها وتمّ حلها. إنّه ذلك اللاعب - حُلَّت المشكلة، لا يلعب. لكن ليس هذا هو الأمر هذه المرّة».

قد تكون هناك فترة راحة قريبة. هناك وقت للتعافي قبل زيارة أستون فيلا يوم السبت. سيتي سيلعب 4 مباريات فقط خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة. وعودة جون ستونز كبديل في اللحظات الأخيرة كانت خطوة إيجابية. لكن مع ذلك، أكّد غوارديولا أنّه ما زال يعاني.

وأضاف الإسباني: «أنا مقتنع تماماً بما أقوله: أنا لستُ جيداً بما يكفي لإيجاد طريقة تجعل اللاعبين يشعرون بالراحة جسدياً وذهنياً، إذ لا يهم ما يحدث لست جيداً».

عندما سُئل غوارديولا بشكل مباشر عمّا إذا كان يشك فعلاً في قدرته على تغيير الوضع، أجاب: «أريد ذلك بشدة. بالطبع أريد ذلك، لكن هل أعتقد فعلاً أنّ بإمكاني إصلاح هذا؟ مع 8 هزائم في 11 مباراة؟ أنا هنا لأحاول وسأحاول مرّة بعد أخرى. هذه هي الحقيقة».

هل هذا صحيح؟ هل مشاكل سيتي كبيرة لدرجة أنّها تتجاوز قدرة أعظم مدرب في جيله على التعامل معها؟ حتى الآن، في عمق هذا الانحدار، يبدو ذلك صعب التصديق. إذا كان هناك شخص يمكنه إخراج الفريق من هذه الفوضى، فهو غوارديولا. لكن إذا كان غوارديولا نفسه بدأ يشك، فلا يمكننا أن نكون واثقين تماماً أيضاً.

الأكثر قراءة