تحليل الأرقام وراء الانهيار الدفاعي المفاجئ لمانشستر سيتي
توم هاريس وليام ثارم- نيويورك تايمز
Thursday, 05-Dec-2024 06:25

قليلٌ من الفرق تثير الجدل بقدر فريق المدرب الإسباني بيب غوارديولا، مانشستر سيتي.

سواء كنت تحاول استيعاب الهزيمة السادسة للنادي خلال 33 يوماً، أو تستمتع بهدوء بفشل هذه الآلة الفائزة، فإنّ سلسلة نتائج السيتي الأخيرة تمثل واحدة من أكثر التراجعات درامية في عصر الدوري الإنكليزي الممتاز.

الإحصاءات الأوسع معروفة جيداً - فهذه هي المرّة الأولى في مسيرته التدريبية التي يفشل فيها غوارديولا في تحقيق الفوز في 7 مباريات متتالية - لكن ماذا تخبرنا الأرقام الدقيقة عن سلسلة السيتي الخالية من الانتصارات؟

من المحتمل أنّ يكون معظم القرّاء على دراية بمفهوم الأهداف المتوقعة (xG) وبعض المقاييس المستخدمة في هذا المقال، لكن إذا كنت بحاجة إلى مراجعة، يمكنك الرجوع إلى قاموس التحليل الكروي الخاص بـ The Athletic.

الصورة العامة

الصورة الرئيسة واضحة إلى حَدٍّ كبير. يستمرّ سيتي في صناعة الفرص بمعدّله المعتاد المرتفع، إذ لا يتفوّق عليه سوى ليفربول متصدّر الدوري في معدّل الأهداف المتوقعة (xG) في كل مباراة هذا الموسم. لكنّ الأسُس الدفاعية المهتزة - والمهتزة بشكل كبير - تهدّد بعرقلة أي محاولة للتتويج باللقب. كما يظهر في الرسم البياني، الذي يعرض متوسط الأهداف المتوقعة من غير ركلات الجزاء (xG) للفريق ولخصومه على مدار آخر 10 مباريات في الدوري الإنكليزي الممتاز، هناك زيادة حادة في جودة الفرص التي يسمح بها الفريق هذا الموسم.

لم يكن سيتي يوماً في عجز على صعيد الأهداف المتوقعة تحت قيادة غوارديولا - أي السماح بفرص أفضل ممّا يصنعه الفريق لنفسه - لكنّ الخط الأحمر اقترب أخيراً من الخط الأزرق أكثر من أي وقت مضى.

تراجع الدفاع

ليس فقط أنّ سيتي أصبح أكثر قابلية للاختراق - إذ يسمح بمتوسط 8,7 تسديدات في المباراة هذا الموسم مقارنةً بـ6,2 فقط في أفضل فتراته تحت غوارديولا - بل إنّ جودة تلك الفرص أصبحت مقلقة للغاية، كما يُظهر الرسم البياني الشريطي أدناه.

أكثر من 74% من التسديدات التي تُسدّد ضدّ سيتي تأتي من داخل منطقة الجزاء - وهي ثالث أعلى نسبة لأي فريق في الدوري الإنكليزي الممتاز - في حين أنّ فريقَين فقط سمحا بتسجيل أهداف أكثر من داخل منطقة الـ6 ياردات. وعندما يسمح سيتي بالفرص هذا الموسم، فإنّها غالباً ما تكون خطيرة جداً.

القضايا التكتيكية

القضايا التكتيكية وراء هذه الأرقام متنوّعة، لكنّ ضغط الفريق العالي غير الفعّال، والخط الدفاعي المتقدّم، والصعوبات في الدفاع عن الكرات العرضية كلها لعبت دوراً في ذلك. خصوم سيتي في الدوري الإنكليزي الممتاز أكملوا ثُلث الكرات العرضية التي نفّذوها في موسم 2024-25، ممّا يجعل فريق غوارديولا الأقل فعالية في التعامل مع الكرات العرضية خلال المواسم الستة الماضية - مع معدّل إكمال للعرضيات يبلغ حوالى واحدة من كل 5 محاولات في المعتاد.

هناك مشكلة خصوصاً في الدفاع عن الكرات العرضية العميقة داخل منطقة الجزاء، إذ يعاني سيتي من أكبر عدد أهداف مستقبلة من الكرات العرضية نحو القائم البعيد (بالتساوي مع إيفرتون وولفرهامبتون).

هدف ليفربول الافتتاحي في هزيمة سيتي الأخيرة في ملعب «أنفيلد» كان مثالاً واضحاً على هذه المشكلات. لا يسمح سيتي بعدد أكبر من العرضيات في المباراة مقارنةً بالمواسم الثلاثة الماضية، لكنّه ببساطة يدافع عنها بفعالية أقل.

تحليل الهدف: خطأ تكتيكي نموذجي

في ركلة ركنية نفّذها ليفربول، تقدّم سيتي إلى منتصف الملعب لكنّه فشل في الضغط على حامل الكرة. ريكو لويس، لاعب الوسط الأيمن في خطة 4-4-2، كان مضطراً لمراقبة اثنَين من اللاعبين، ولم يستطع التقدّم للضغط. هذا سمح للظهير الأيسر الاسكتلندي آندي روبرتسون بتمرير الكرة إلى الظهير الأيمن ترينت ألكساندر-أرنولد في وسط الملعب، إذ تأخّر لويس في التدخّل، بينما تمسّك لاعب الوسط البرتغالي برناردو سيلفا بموقعه في الوسط.

من هناك، حصل ألكساندر-أرنولد على الوقت الكافي لتمرير الكرة إلى الجناح الكولومبي لويس دياز على الجناح الأيمن. كان دياز ذكياً في تمركزه ليكون في النقطة العمياء للمدافع السويسري مانويل أكانجي.

في ظل خط دفاع متقدّم ووسط ضيّق للغاية، لم يكن لدى سيتي الضغط الكافي على حامل الكرة. وتطوّرت فرصة جيدة لتصبح فرصة ذهبية لأنّ الظهيرَين لم يدافعا بشكل جيد. أكانجي لم يقترب بما يكفي من الجناح المصري محمد صلاح، ممّا سمح له بالتقدّم من الجناح إلى منطقة نصف المساحة من دون ضغط.

تمكّن سيتي من إعادة 6 لاعبين ضدّ 5 داخل منطقة الجزاء، لكنّ كايل ووكر، الظهير الأيمن، غاب عن متابعة المهاجم الهولندي كودي خاكبو عند القائم البعيد. ولم يمنع أكانجي زاوية التمرير العرضي، فمرّر صلاح كرة منخفضة بين أكانجي والمدافع الهولندي ناثان آكي، ليكملها خاكبو بسهولة.

إصابات وغيابات دفاعية

لم تساعد التشكيلة الدفاعية غير المستقرة لسيتي، إذ استخدم غوارديولا 7 قلوب دفاع مختلفة في الدوري الإنكليزي الممتاز حتى الآن، مع غياب القائد الدفاعي البرتغالي روبن دياز عن 3 مباريات بسبب إصابة في ربلة الساق. إلى جانب ذلك، يعاني سيتي من قلة الفوز في المواجهات الثنائية. نسبة نجاحهم في الثنائيات الهوائية في الثلث الدفاعي تبلغ 43,1% فقط هذا الموسم، وهي الأدنى لفريق في الدوري الممتاز منذ موسم 2018-19، بانخفاض 16% عن الموسم الماضي.

مواجهة نوتنغهام فورست

في ليلة الأربعاء، يواجه سيتي نوتنغهام فورست، الفريق الوحيد، الذي هزم ليفربول هذا الموسم ويفضّل اللعب بأسلوب دفاعي عميق والاعتماد على الهجمات المرتدة. لقد كانت أسابيع قاسية على سيتي، وقد لا يكون الأسوأ قد انتهى بعد.

الأكثر قراءة