واصلت إسرائيل خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان وسط تهديدات متصاعدة بتوسيع الحرب لتطال الدولة اللبنانية نفسها إذا انهارت الهدنة، في حين جدد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تأكيده أن الاتفاق لا يعني نهاية الحرب.
وقد ارتكب الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، خروقات عديدة لاتفاق وقف إطلاق النار تنوعت بين قصف بالمدفعية وغارات بالطيران الحربي والمسير وإطلاق نار من أسلحة رشاشة وتوغلات وإطلاق قنابل مضيئة.
وفي إطار التصعيد الإسرائيلي، اتهم نتنياهو خلال اجتماع لمجلس الوزراء بمدينة نهاريا على الحدود الشمالية "حزب الله" بانتهاك الاتفاق أمس الاثنين، وقال إن "إسرائيل ردت على ذلك بمهاجمة أكثر من 20 هدفًا في أنحاء لبنان".
وقال إن إسرائيل حاليًا في وقف إطلاق نار "وليس نهاية الحرب"، وأضاف "لدينا هدف واضح وهو إعادة السكان، وإعادة تأهيل الشمال. نحن ننفذ هذا الوقف لإطلاق النار بقبضة من حديد، ونعمل ضد أي انتهاك، سواء كان بسيطًا أو خطيرًا".
من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس خلال زيارة إلى الحدود الشمالية إنه "إذا عدنا إلى الحرب سنتحرك بقوة وسنضرب في العمق، والأهم من ذلك، عليهم معرفة أن الدولة اللبنانية لن تُستثنى".
وأضاف: "إن كنا فصلنا حتى الآن دولة لبنان عن حزب الله.. فهذا الأمر لن يستمر".
في سوريا، أعلنت الوكالة السورية للأنباء "سانا"، نقلًا عن مصدر عسكري، أن "سلاحي الجو السوري والروسي وجّها ضربات مركزة على ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي، أوقعت عشرات القتلى والمصابين في صفوف من الإرهابيين ودمّرت أسلحتهم وآلياتهم"، بينما قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن إيران ستفكر في إرسال قوات إلى سوريا إذا طلبت دمشق ذلك.
في المقابل، أعلنت إدارة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة السورية المسلحة أن "قواتها أصبحت على مداخل مدينة حماة من محاور عدة، وأنها سيطرت على 14 قرية جديدة في محاور القتال بريف حماة".
إقليميًا، اعتبر مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي إن "تركيا وقعت في الفخ الذي حفرته لها أميركا وإسرائيل، وهو ما لم تكن تتوقعه إيران"، مشددًا على أن بلاده ستدعم سوريا حتى النهاية.
دوليًا، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصالٍ هاتفي مع الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان "أهمية تقديم الدعم الكامل لجهود السلطات الشرعية السورية لاستعادة الاستقرار والنظام، لا سيّما من خلال استغلال الفرص المتاحة لأنقرة في المنطقة".
من جهته، قال الرئيس أردوغان إنه "بينما تواصل تركيا دعم وحدة الأراضي السورية، فإنها تسعى جاهدة للتوصل إلى حل عادل ودائم في سوريا".
وأضاف أنه "من المهم فتح مساحة أكبر للدبلوماسية في المنطقة، ويجب على الحكومة السورية الانخراط في هذه القضية"، مشددًا على أهمية الحل السياسي في هذا الإطار.
وأشار أردوغان إلى أن "القضية الأكثر أهمية في سياق التطورات الأخيرة في سوريا، هي أنه لا ينبغي إلحاق الأذى بالمدنيين، وأن سوريا لا ينبغي أن تكون مصدرًا لمزيد من عدم الاستقرار، وأن تركيا تبذل قصارى جهدها لضمان الهدوء في سوريا".
وأكد الرئيس التركي أن "أنقرة ستواصل الحفاظ على موقفها الحازم في الحرب ضدّ منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية وامتداداتها التي تحاول الاستفادة من التطورات الأخيرة في سوريا".
في كوريا الجنوبية، أعلن رئيس الدولة يون سوك يول فرض الأحكام العرفية في عموم البلاد، وإغلاق مقر البرلمان وتكليف رئيس هيئة الأركان بقيادة البلاد، في حين صوت البرلمان بالرفض على هذه القرارات.
ووفقًا لوكالة "يونهاب" الرسمية، قال الرئيس يون خلال مقابلة تلفزيونية إن الأحكام العرفية تهدف إلى القضاء على القوات الموالية لكوريا الشمالية والحفاظ على الحرية والنظام الدستوري.
من جهتها، قالت وكالة "رويترز" إن الجيش في كوريا الجنوبية أعلن حظر الأنشطة البرلمانية والحزبية، وإن وسائل الإعلام ودور النشر ستكون تحت سيطرة قيادة الأحكام العرفية.
كما تضمنت التعليمات أمرًا للأطباء المضربين بالعودة إلى عملهم خلال 48 ساعة، وأصدرت وزارة الدفاع بدورها بيانًا دعت فيه قادة الجيش إلى الاجتماع وتوخي الحذر واليقظة.