الـFVS تقنية فيديو جديدة ترفع مستوى التحكيم في كرة القدم
بيرلا سعاده
Tuesday, 12-Nov-2024 06:01

يُعَدّ دعم إعادة الفيديو في كرة القدم بمثابة إجابة عن العديد من الطلبات التي تلقّاها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) من الاتحادات الوطنية الأعضاء، التي لا تستطيع تنفيذ نظام حكم الفيديو المساعد، بسبب مواردها البشرية والمالية المحدودة واستخدام عدد قليل جداً من الكاميرات في مسابقاتها.

إنّ تقنية إعادة اللعب (FVS - Football Video System) تتوافق مع التزام الاتحاد الدولي للعبة باستكشاف التقنيات الحالية والناشئة، للتأثير بشكل إيجابي على اللعبة، وخصوصاً لمساعدة الحُكّام في اتخاذ القرارات الصحيحة، مع ضمان أن يكون استخدامها المحتمل فعّالاً من ناحية التكلفة، ومفيداً وعملياً في جميع أنحاء مجتمع كرة القدم العالمي. كما يأتي ذلك في أعقاب الاهتمام الذي أبدته اللجان الاستشارية التابعة لمجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (IFAB)، والقرار المتخذ في الاجتماع العام السنوي لهذا المجلس في آذار 2023، بالموافقة على اختبار نهج جديد لاستخدام تقنية إعادة اللعب، لدعم الحكام أثناء المباريات.

 

من مميّزات التقنية:

 

تحليل ثلاثي الأبعاد للعبة (3D): يتمّ تقديم اللقطات بشكل مجسّم ثلاثي الأبعاد، فيرى الجمهور كافة التفاصيل من زوايا مختلفة.

سرعة ودقّة اتخاذ القرار: تعتمد FVS على خوارزميات متقدّمة للتأكّد من دقّة القرار المتخذ بشكل سريع، فتتجنّب تعقيدات تقنية VAR التي قد تستغرق وقتاً أطول.

دعم الحكام في اتخاذ القرارات الفورية: إذ تقوم التقنية بمساعدة الحكم مباشرةً على أرض الملعب، وتوفّر له المعلومات التي يحتاجها في ثوانٍ معدودة.

 

كيف تعمل تقنية دعم الفيديو؟

 

يُستخدَم نظام دعم الفيديو فقط في حالة حدوث خطأ واضح أو حادثة خطيرة مفقودة في ما يتعلّق بالسيناريوهات التالية:

 

1 - هدف/لا هدف.

2 - عقوبة/لا عقوبة.

3 - البطاقات الحمراء المباشرة (وليس الإنذار الثاني).

4 - خطأ في تحديد الهوية (عندما يُحذّر الحكم أو يُطرد اللاعب من الفريق المخالف).

لا يمكن استخدام تقنية دعم الفيديو إلّا بعد أن يتخذ الحكم قراراً (مع اعتبار التلويح باللعب بمثابة قرار)، ويقدّم الفريق طلباً لاحقاً للمراجعة.

 

ولا يجوز لأحد سوى مدرب الفريق، أو في حالة غيابه، المسؤول الأول للفريق الموجود في المنطقة الفنية، تقديم طلب مراجعة، ويجب تقديمه فوراً بعد وقوع الحادث، وذلك برفع إصبعه في الهواء وتسليم بطاقة طلب المراجعة إلى الحكم الرابع. ومع ذلك، يحق لكل لاعب أن يطلب من مدربه الرئيسي تقديم طلب مراجعة.

 

عند تقديم طلب المراجعة، على الحكم الرابع إبلاغ حكم المباراة الرئيسي بطلب المراجعة، وإذ تتوقف المباراة (ولم تُستأنف) منذ وقوع الحادثة، فسيذهب الحكم إلى منطقة المراجعة الخاصة به، للتأكّد من لقطات الإعادة. أمّا في حال استمرّت المباراة، يُوقف الحكم اللعب عندما تكون الكرة في منطقة محايدة، ويذهب إلى منطقة المراجعة الخاصة به ويتأكّد من لقطات الإعادة.

 

أثناء المراجعة، ستتمّ مساعدة الحكم من قِبل مشغل المراجعة، الذي سيعرض لقطات إعادة التشغيل على الشاشة (على سبيل المثال، زوايا الكاميرا المختلفة، وسرعات إعادة التشغيل المختلفة...).

 

لن يتمّ تغيير القرار الأصلي الذي اتخذه الحكم، إلّا إذا أظهرت لقطات إعادة الفيديو دليلاً على أنّ القرار كان خطأً واضحاً، أو أنّ هناك حادثة خطيرة لم يتمّ تسجيلها.

ونظراً لأنّ تقنية دعم الفيديو تتضمّن عدداً صغيراً من الكاميرات، فإنّ لقطات الإعادة غالباً ما تكون غير حاسمة، بالتالي قد لا يتمّ تغيير القرار الأصلي.

 

بالإضافة إلى ذلك، يجب تقديم الطلب على الفور، من أجل منع التأخير غير الضروري في المباراة أثناء قيام مدرب الفريق الرئيسي (أو المدرب المساعد) بدراسة ما إذا كان يجب تقديم طلب مراجعة.

 

وبعد تسجيل الهدف، يقوم الحكم الرابع بفحص اللقطات على الشاشة، وإبلاغ حكم المباراة الرئيسي إذا كان الفريق المهاجم قد ارتكب مخالفة واضحة وجلية. ما لم يكن القرار واقعياً، يقوم الحكم بعد ذلك بمراجعة الحادث واتخاذ القرار النهائي.

 

كم عدد طلبات المراجعة التي سيحتاجها كل فريق؟

 

خلال مرحلة التجربة، من المتوقع أن يتمكن كل فريق من تقديم طلبَين في كل مباراة. وإذا أدّت مراجعة الحكم إلى تغيير القرار الأصلي، يحتفظ الفريق بطلب المراجعة هذا، أي أنّه لا يخسره.

 

هل يحل نظام دعم الفيديو محل تقنية الفيديو المساعدة؟

 

لا يختلف نظام دعم الفيديو بشكل أساسي عن تقنية الفيديو المساعدة (VAR)، لأنّه قد لا يوجد حكام فيديو للمباريات، بالتالي لا يتمّ التحقيق تلقائياً من جميع القرارات/الحوادث المؤهلة، فإنّ قرار طلب المراجعة هو مسؤولية مدرب الفريق الرئيسي، أو مساعده الأول، في حال غيابه.

 

ماذا يحدث إذا وقع خلل في التكنولوجيا؟

 

في حالة الخلل، يجب لعب المباراة أو مواصلتها من دون نظام دعم الفيديو، ويجب إبلاغ المدرب الرئيسي وقائد كل فريق على الفور، ليستطيعوا اتخاذ القرارات اللازمة، من دون التشويش على المباراة.

 

ما هي خطط «فيفا» في شأن تجارب تقنية دعم الفيديو؟

 

تلقّت «فيفا» طلبات من عدد من الاتحادات الأعضاء لإيجاد نظام أكثر فعالية من حيث التكلفة، لدعم الحكام في اتخاذ قراراتهم. مع الأخذ في الاعتبار الاهتمام الذي أعربت عنه الاتحادات الأعضاء بتجربة الحكم التنافسي، كخطوة أولية، انكبّت «فيفا» بتجربته في بطولة النجوم الزرقاء - كأس العالم للشابات 2024.

 

كان الغرض من التجربة هو جمع مجموعة أولى من الخبرات، بهدف ضبط العمليات وبروتوكول نظام دعم الفيديو. وكجزء من التجربة، تمّ اختبار إعدادات الكاميرا المختلفة لتقييم تأثيرها على هذة التقنة الجديدة.

 

كم عدد كاميرات التلفزيون التي يمكن استخدامها؟

 

من حيث المبدأ، يمكن استخدام نظام دعم الفيديو في المسابقات التي تشمل إعدادات الكاميرا التي تتراوح بين كاميرا واحدة و4، سواء كانت تعمل بواسطة الإنسان أو آلية.

 

تمّ إجراء التجربة في بطولة النجوم الزرقاء 2024 باستخدام إعدادَين مختلفين للكاميرا:

 

1 - الملعب الأول: 3 كاميرات، كلها يتمّ تشغيلها بواسطة الإنسان.

2 - الملعب الثاني: 7 كاميرات، جميعها آلية.

ما هي الخطوات التالية بعد التجربة؟

 

يقوم الاتحاد الدولي لكرة القدم حالياً، بتقييم نتائج التجربة مع أصحاب المصلحة المعنيّين من أجل اتخاذ القرار بشأن الخطوات التالية، بما في ذلك التجارب الإضافية المحتملة من قِبل «فيفا» وغيره من الهيئات الحاكمة.

 

البطولات التي تنوي اختبار أو تطبيق تقنية FVS

 

البطولات الأوروبية الكبرى وأهمها الدوري الإنكليزي الممتاز والدوري الإسباني هي من أبرز البطولات التي تهتم بتجريب تقنية FVS، كون هذه الدوريات كانت من أولى البطولات التي تبنّت تقنية VAR وحققت فيها نجاحات متفاوتة.

 

ومن المتوقع أن تدخل FVS حيّز التنفيذ التجريبي خلال المواسم المقبلة، وتحديداً مع بداية الموسم المقبل في بعض البطولات الأوروبية. الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) ينوي أيضاً اختبار التقنية في بطولات مثل دوري أبطال أوروبا.

الأكثر قراءة