أخصائية تغذية
بات من المعتاد أن نجد في مطابخنا زجاجات متنوّعة من الفيتامينات، كل واحدة منها تعِدنا بحل لمشكلاتنا الصحية: فيتامينات للطاقة، للبشرة، للشعر وغيرها. لكن يبقى السؤال: هل نحن بحاجة فعلية لهذه المكمّلات أم هي مجرّد «موضة صحية»؟
أصبح التوجّه نحو المكمّلات الغذائية شائعاً. ففي دراسة لجامعة نيويورك عام 2022، تبيّن أنّ أكثر من 60% من البالغين يتناولون الفيتامينات يومياً لتحسين صحتهم، على رغم من أنّ العديد منهم قد لا يعاني من نقص حقيقي فيها.
على سبيل المثال، يلجأ البعض لفيتامين B12 صباحاً للطاقة، ثم إلى الماغنيسيوم ليلاً للمساعدة على النوم. وعلى رغم من انتشار هذه العادات، تشير الأبحاث إلى أنّ تناول الفيتامينات من دون نقص حقيقي قد لا يكون له تأثير مباشر على مستويات الطاقة.
كما يلجأ البعض لتناول فيتامينات معيّنة بناءً على قراءاتهم عن فوائدها، مثل فيتامين C للبشرة أو فيتامين D للعظام. غير أنّ الاستخدام المفرط للفيتامينات، خصوصاً القابلة للذوبان في الدهون مثل A وD، قد تكون له آثار جانبية غير مرغوب فيها، وفقاً لدراسة مراكز السيطرة على الأمراض عام 2022.
من جهة أخرى، يَعتبِر العديد من الخبراء أنّ الغذاء المتوازن يمكن أن يُغني عن المكمّلات. فدراسة من جامعة ستانفورد عام 2023 أكّدت أنّ التنوّع في تناول الفواكه، الخضروات، والبروتينات يمكن أن يغطّي معظم احتياجات الجسم من الفيتامينات.
ومع ذلك، هناك حالات قد تتطلّب المكمّلات فعلاً، كالأفراد الذين يقضون فترات طويلة في أماكن مغلقة من دون التعرّض إلى الشمس، ما قد يؤدّي لنقص فيتامين D خصوصاً في الشتاء، وفقاً لدراسة جامعة هارفارد عام 2023.
أمّا مَن يتّبعون نظاماً غذائياً نباتياً، فقد يعانون من نقص فيتامين B12، وهو متوفّر أساساً في اللحوم، ممّا يجعل المكمّلات ضرورية لهم.
أخيراً، وعلى رغم من الاعتقاد السائد بأنّ الفيتامينات تعزّز الطاقة والتركيز، فإنّ دراسة من جامعة جونز هوبكنز عام 2022 أوضحت أنّ المكمّلات لا تعطي تأثيراً ملموساً على الطاقة لمن لا يعانون من نقص فعلي.
وتوصي الأبحاث بعدم الاعتماد على المكمّلات إلّا بعد إجراء الفحوصات واستشارة الطبيب، لتجنّب استهلاك فيتامينات قد لا يحتاجها الجسم.
في النهاية، يجب أن ننظر إلى الفيتامينات كمساعدة جانبية عند الضرورة، وليست «جرعة سحرية» لتحسين الصحة.