يهدف ريال مدريد الإسباني إلى الخروج من أسبوع كارثي بعد خسارة مدوّية في «كلاسيكو» الدوري على أرضه أمام غريمه التقليدي برشلونة 4-0، بالإضافة إلى خسارة جناحه البرازيلي فينيسيوس جونيور لسباق الفوز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، ما أحبطت آمال النادي الملكي.
ويسعى ريال إلى تعويض الخيبتَين حين يستضيف ميلان الإيطالي في واحدة من مباريات تعيد ذكريات ومواجهات ثأرية بينهما، ضمن منافسات الجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبا على ملعبه «سنتياغو برنابيو».
وفي قمة ثانية في افتتاح الجولة الرابعة، يستقبل ليفربول الإنكليزي أسطورته السابقة تشابي ألونسو الذي يقود الدكّة الفنية لباير ليفركوزن بطل ألمانيا.
تتجدّد المواجهة للمرّة الأولى منذ موسم 2010-2011 بين ريال مدريد، حامل اللقب والرقم القياسي (15 تتويجاً) مع ميلان، صاحب 7 ألقاب آخر عام 2007.
على ملعب «سانتياغو برنابيو» عام 2010، فاز ريال ذهاباً 2-0 وتعادلا إياباً 2-2 في «سان سيرو» ضمن دور المجموعات، بالتالي سيبحث عن انتصاره الثالث في رابع مباراة له والثاني توالياً، بعد قلبه تأخّره بهدفين إلى فوز بخماسية على بوروسيا دورتموند الألماني.
تدخل كتيبة المدرب الإيطالي كارلو أنشلوتي مجهّزة بدنياً بعد الراحة التي حصلت عليها إثر تأجيل مباراتهم أمام فالنسيا في «لاليغا» بسبب الفيضانات التي ضربت المدينة. لكنّ الهزّة المعنوية بالخسارة المذلّة أمام برشلونة وخسارة البرازيلي للكرة الذهبية لا تزال تلقي بثقلها على ريال الذي رفض مدربه ولاعبوه المشاركة في حفل توزيع الجوائز، احتجاجاً على تسريب نتيجة فوز الإسباني رودري، لاعب ارتكاز مانشستر سيتي الإنكليزي، بالجائزة.
وأصدر ريال بياناً نارياً جاء فيه «إذا كانت معايير منح الجائزة لم تقم باختيار فينيسيوس كفائز، فإنّ المعايير عينها يجب أن تختار (مدافعه داني) كارفاخال كفائز. بما أنّ الأمر لم يكن كذلك، من الواضح بأنّ الكرة الذهبية لم تحترم ريال مدريد، وريال مدريد لن يكون متواجداً حيث لا يتمّ احترامه».
ريال الذي تواجد 4 من لاعبيه بين الـ6 الأوائل (فينيسيوس، الإنكليزي جود بيلينغهام، داني كارفاخال والفرنسي كيليان مبابي)، كان يستعد للتوجّه بوفد يضمّ نحو 50 شخصاً للاحتفال بهذه الجائزة. وحتى بحال المفاجأة، كان يتوقع تتويج بيلينغهام أو كارفاخال.
واعترضت مجلة «فرانس فوتبول» بلغة الأرقام على قرار النادي الملكي، موضّحةً تفوّق رودري على فينيسيوس هجومياً ودفاعياً مع النادي والمنتخب، كما أنّ المرشح الإسباني الآخر، داني كارفخال، قائد منتخب إسبانيا وزميل فينيسيوس في النادي، صوّت لرودري وكان أول المباركين له. ولم تقلع طائرة ريال باتجاه باريس، ما تسبّب بموجة انتقادات من الصحف الإسبانية، فكتبت صحيفة «ماركا» المعروفة بتأييدها ريال: «لا تليق هذه التمثيلية بأكبر نادٍ في العالم».
بدوره، أسف ألفريدو ريلاينو، رئيس تحرير صحيفة «أس» من بين 100 صحافي صوّتوا للجائزة، «أول كرة ذهبية للاعب إسباني منذ العام 1960، انتظرنا هذا الأمر بفارغ الصبر، لم تنجم عنه حالة نشوة كما توقعنا بل أمسية مثيرة للجدل».
ستكون هذه المباراة ذات خصوصية بالنسبة إلى أنشيلوتي، إذ سبق له أن أشرف على ميلان وحصد معه لقبَي البطولة «ذات الأذنَين الطويلتَين» كلاعب عامَي 1989 و1990 ثم كمدرب عامَي 2003 و2007.
سيدخل البرتغالي باولو فونسيكا، مدرب الميلان، المباراة بتشكيلة دفاعية، وسيحاول فرض أسلوبه الدفاعي على الملعب. فيما لن يقبل أنشيلوتي بغير الفوز وحصد النقاط الثلاث لإرضاء الجماهير البيضاء وإعادة التموضع في دائرة المنافسة على إحدى البطاقات الـ8 المؤهلة مباشرة إلى ثمن النهائي، بدلاً من البقاء في دائرة الفرق المتأهلة إلى الملحق الإقصائي.
وسيحاول فينيسيوس الليلة أنّ يُثبت حقّه في نيل الجائزة في ظهوره الأول بعد الحفل الذي منح ريال جائزة أفضل فريق وأنشيلوتي جائزة أفضل مدرب. فيما وحذّر المدرب الإيطالي (65 عاماً) من تكرار سيناريو مباراة دورتموند ضدّ ميلان، الساعي إلى فوزه الثاني بعد أول في الجولة الماضية على كلوب بروج البلجيكي 3-1 مقابل هزيمتَين أمام ليفربول 1-3 وليفركوزن 0-1، قائلاً: «الأمر الأهم أن نبدأ جيداً، أن نبدأ بتركيز واندفاع وألّا ننتظر لنكون متخلّفين 0-2».
«أنفيلد» يستقبل تشابي
بين جماهيره في ملعبه «أنفيلد»، يستقبل ليفربول أسطورته السابق ألونسو الذي لعب لصالح «الحُمر» حوالى 5 مواسم (2004-2009)، حين توّج معهم باللقب في نهائي تاريخي أمام ميلان عام 2005، يوم تأخّروا بثلاثية أمام الفريق اللومباردي قبل أن يعادلوا النتيجة في الشوط الثاني ويُتوّجوا بركلات الترجيح.
الآن، يعود ألونسو إلى «أنفيلد» كبطل الثنائية الألمانية مع ليفركوزن بأداء مفاجئ وشبه مثالي الموسم الماضي، ما جعله ضمن قائمة المرشحين لخلافة الألماني يورغن كلوب في تدريب ليفربول، لكن قبل التواصل معه، أكّد استمراره في ليفركوزن، فوقع اختيار «الحُمر» على الهولندي أرني سلوت.
وخاض ألونسو 210 مباريات بألوان ليفربول، وكان صاحب هدف التعادل الثالث في نهائي اسطنبول أمام ميلان، ما جعله من أيقونات النادي. وعلّق على مواجهة فريقه السابق بالقول: «دوري الأبطال في «أنفيلد»؟ لا يمكن أن يكون الأمر أفضل من ذلك. هذه المباراة تعني الكثير لي. ستكون مباراة كبيرة. أن تلعب دوري الأبطال في «أنفيلد»، من الصعب أن تختبر شيئاً أفضل من ذلك. الأجواء رائعة. ليفربول أحد أفضل الفرق في أوروبا حالياً. إنّه تحدٍّ هائل، لكنّه تحدٍّ جميل بالنسبة إلينا».
يُرتقب أداء سريع وريتم عالٍ بين الفريقَين اللذين يعتمدان على الضغط العالي في أسلوبهما وكرة قدم هجومية، إذ لا يتوقع أن يتراجع ليفركوزن إلى الخلف تاركاً زمام المبادرة لأصحاب الأرض.
ويدخل ليفربول المباراة وصيفاً لترتيب دوري الأبطال بـ3 انتصارات في 3 مباريات ومتصدّراً للدوري الإنكليزي بعد أفضل انطلاقة في تاريخه رفقة سلوت (فاز في 8 من 10 مباريات). فيما ألونسو سيدخل بتشكيل 3-4-2-1 للحَدّ من خطورة هجوم الـ«ريدز» على الأطراف.
سيتي لمحو خيبتَين
بعد هزيمتَين على التوالي بنتيجة واحدة 1-2 ضدّ توتنهام في ثمن نهائي كأس الرابطة وبورنموث في الدوري الممتاز، يسعى ممثل إنكلترا الآخر مانشستر سيتي إلى استعادة توازنه وتحقيق فوزه الثالث توالياً في المسابقة، حين يحلّ فريق المدرب الإسباني بيب غوارديولا ضيفاً على سبورتينغ لشبونة البرتغالي، الذي يتخلّف عنه بفارق الأهداف فقط (7 نقاط لكل منهما).
من جهته، يأمل دورتموند تعويض الهزيمة أمام ريال، حين يستضيف شتورم غراتس النمسوي، باحثاً عن انتصاره الثالث على غرار يوفنتوس الإيطالي الذي يحل بدوره ضيفاً على ليل الفرنسي (6 نقاط أيضاً) مع طموح تعويض سقوطه في الجولة الماضية على أرضه 0-1 أمام شتوتغارت الألماني.
في المباريات الأخرى المقرّرة الليلة، يلعب أيندهوفن الهولندي (نقطتان) مع جيرونا الإسباني (3)، بولونيا الإيطالي (1) مع موناكو (7)، سلتيك الاسكتلندي (4) مع لايبزيغ الألماني (من دون نقاط)، وسلوفان براتيسلافا السلوفاكي (من دون نقاط) مع دينامو زغرب الكرواتي (4).