أخصائية تغذية
في كل صباح، يصبح كوب القهوة بالنسبة إلى الكثيرين رمزاً لانطلاقة يومية مليئة بالنشاط والتركيز. وبينما يعتبر البعض القهوة مصدراً أساسياً للطاقة، يراها آخرون عادة يصعب التخلّص منها.
لكنّ السؤال: هل القهوة فعلاً «سحرية»، أم أنّها مجرّد مصدر يومي للكافيين؟
القهوة تحتوي على الكافيين، الذي يعمل على تحفيز الجهاز العصبي المركزي، ممّا يساعد في تحسين المزاج وزيادة التركيز لفترة محدودة.
أشارت دراسة أجرتها جامعة هارفارد إلى أنّ تناول القهوة بشكل معتدل (2-3 أكواب يومياً) قد يقلّل من خطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة بنسبة تصل إلى 15%، وذلك بفضل احتوائها على مضادات الأكسدة. لكنّ السؤال يبقى: هل يمكن اعتبارها حلاً سحرياً؟
في سياق الروتين اليومي، يساعد شرب القهوة في تحقيق الشعور بالطاقة والقدرة على الإنجاز.
ووجدت دراسة في مجلة Frontiers in Psychology، أنّ الكافيين قد يرفع من الإنتاجية بنسبة 20% للأشخاص الذين يربطون القهوة بالنشاط. غير أنّ هذا التأثير قد يكون نابعاً من العامل النفسي أكثر من تأثير الكافيين نفسه.
أمّا بالنسبة إلى محبي القهوة المتحمّسين، فهم يعتبرونها سبباً لإبداعهم وإنجازاتهم. دراسات، مثل تلك المنشورة في المجلة الأوروبية للتغذية، تشير إلى أنّ الأشخاص قد يربطون شرب القهوة بالنجاح، حتى لو كان تأثيرها الحقيقي أقل ممّا يتوقعون.
في المقابل، الأشخاص الذين يعتمدون على الإسبرسو قد يشعرون بتوتر زائد في حال الإفراط في شربها. إذ أظهرت دراسة من جامعة كاليفورنيا - بيركلي أنّ أصبحت القهوة عنصراً أساسياً في التواصل الاجتماعي؛ إذ يجتمع الأصدقاء في المقاهي، وتصبح «جلسة القهوة» فرصة للتواصل.
وبيّنت دراسة أجرتها جامعة ستانفورد، أنّ شرب القهوة مع الآخرين يزيد من إفراز هرمون الأوكسيتوسين، ممّا يعزّز مشاعر الراحة والتقارب.
مع ذلك، فإنّ القهوة ليست «جرعة سحرية» حقاً. الكافيين قد يحجب الشعور بالتعب لفترة، لكنّه لا يمنح طاقة حقيقية. وأظهرت دراسة من جامعة جونز هوبكنز أنّ الإفراط في تناول القهوة قد يرفع مستويات القلق ويؤثر سلباً على النوم.
في النهاية، يمنح شرب القهوة باعتدال بعض الفوائد الصحية، خصوصاً عند تناولها قبل التمارين الرياضية، إذ تعزّز الأداء البدني وترفع مستويات الأدرينالين. وعلى رغم من فوائدها، تبقى القهوة مجرّد وسيلة مساعدة، لكنّها لا تعوّض عن الحاجة للنوم أو النظام الغذائي المتوازن.