رغم الضغوط الخارجية لكل من إسرائيل و»حزب الله» أسباب لرفض الهدنة
باتريك كينجسلي، أرين بيكر، وبن هابارد - نيويورك تايمز
Friday, 27-Sep-2024 06:23

كرّر «حزب الله» مراراً أنّه يعتزم مواصلة القتال حتى يتمّ التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، بينما تريد إسرائيل أن تنسحب الميليشيا اللبنانية القوية بشكل دائم من الحدود.

بحسب المحلّلين، فإنّ الاقتراح بوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أسابيع بين إسرائيل و»حزب الله» سيكون من الصعب على أيّ مِن الجانبَين قبوله لأنّه لا يَفي بشروطهما للهدنة.


تحدّث قادة «حزب الله» مراراً وتكراراً بأنّهم سيواصلون القتال حتى يتمّ التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس، الحليف المسلح للحزب، الذي يحظى أيضاً بدعم إيران. وسيجعل وقف الحرب مع إسرائيل، بينما تواصل حماس القتال، «حزب الله» عرضة لانتقادات أشَدّ من مؤيّديه بأنّه يتخلّى عن مبادئه وحليفه.


كما أنّ القادة الإسرائيليِّين يريدون أكثر من مجرّد فترة قصيرة من الهدوء على طول حدودهم الشمالية. فقد تحدّثوا مراراً عن سعيهم لإحداث تغيير جذري في الديناميكية الأمنية في المناطق الحدودية، إذ تبادل «حزب الله» وإسرائيل إطلاق الصواريخ منذ تشرين الأول، بعدما بدأ الحزب بإطلاق النار على المواقع الإسرائيلية تضامناً مع حماس.


خلال العام الماضي، فرّ أكثر من 60,000 إسرائيلي من منازلهم في شمال إسرائيل، بينما نزح مئات الآلاف من المدنيِّين اللبنانيِّين من جنوب لبنان. ولإعطاء الإسرائيليِّين النازحين الثقة في العودة إلى منازلهم، تريد إسرائيل أن يسحب «حزب الله» مقاتليه بشكل دائم من الحدود، وأن يتوقف عن إطلاق الصواريخ على المجتمعات الإسرائيلية.


ويشرح مايكل ستيفنز، الخبير في شؤون الشرق الأوسط في معهد الخدمات الملكية المتحدة، وهي مجموعة بحثية مقرّها لندن، بأنّ: «إسرائيل لا تريد حلاً موقتاً لوقف إطلاق النار لا يُلبّي احتياجاتها، ويعني أنّه في غضون عامين يجب عليها أن تُعيد هذه العملية من جديد. تفكيرهم هو: لماذا نتفاوض على وقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً، من أجل الصورة العامة الجيدة عندما لا يعالج أيّاً من مخاوفنا الأمنية التي أوصلتنا إلى هذه النقطة؟».


بدوره، لم يُظهر «حزب الله» أي إشارة إلى أنّ الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، التي شملت اغتيالات مستهدفة لأعضاء بارزين وضربات جوية واسعة النطاق أسفرت عن مقتل المئات في لبنان هذا الأسبوع، قد غيّرت موقفه.
وأعاد السيّد حسن نصر الله، الأمين العام لـ«حزب الله»، التأكيد على موقف الجماعة في خطاب متلفز يوم الخميس الماضي، بعد فترة وجيزة من انفجار آلاف أجهزة النداء، في ما بدا أنّه عمل تخريبي إسرائيلي. وأكّد إنّ «حزب الله» يعتبر أنّه من الواجب الديني والأخلاقي والإنساني وقف ما وصفه بـ«القتل الجماعي» في غزة.


ويرى المحلّلون بأنّ «حزب الله» قد يحتاج إلى موافقة راعيه، إيران، للتوصّل إلى تسوية تصل إلى الحَدّ الذي تريده إسرائيل.
وأوضح بول سالم، كبير المحلّلين في معهد الشرق الأوسط، وهي مجموعة بحثية مقرّها واشنطن، بأنّ خطاباً غامضاً هذا الأسبوع ألقاه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، يمكن أن يُفسَّر على أنّه إشارة إلى تحوّل محتمل في نهج إيران.


في ذلك الخطاب، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، دان بزشكيان «الوحشية اليائسة» لإسرائيل في لبنان، محذّراً في الوقت نفسه بأنّ حملة إسرائيل يجب أن تتوقف «قبل أن تبتلع المنطقة والعالم».
وتابع سالم: «يمكنك قراءة ذلك على أنّه يقول: ‹سنساعدهم›، وهو ما لا يبدو أنّهم يفعلونه حقاً، أو يمكنك قراءته على أنّه يعطيهم مخرجاً. يمكنني تخيّلهم يقولون: أُنظروا، لقد أدّيتم بشكل جيد، وقمتم بذلك لمدة عام. يمكنكم الانسحاب».


ويعتقد سالم أنّه ليس من مصلحة إيران أن ترى «حزب الله» يضعف أكثر، لهذا السبب، وعلى الرغم من تعهّد الحزب العلني بالعكس، قد تسمح طهران لوكيلها بالانسحاب من دون التوصّل إلى هدنة في غزة.

الأكثر قراءة