هناك مليون خطوة تجذب الأنظار، من التعادل المفاجئ بين مانشستر سيتي وأرسنال. كانت هناك مناوشات طوال المباراة، بدءاً من كاي هافيرتز الذي أعطى رودري دفعة كتف على طريقة ريتشارد أشكروفت في أول 5 ثوانٍ، وصولاً إلى إيرلينغ هالاند وهو يحتفل برمي الكرة على رأس غابرييل عندما كانت الساعة تشير إلى الدقيقة 90+8، بعدما سجّل جون ستونز هدف التعادل الذي لم يكن يبدو أنّه سيأتي.
إذا لم يكن مدافعو سيتي يسدّدون (13 تسديدة، معظمها في الشوط الثاني)، كانوا يحاولون إرسال عرضيات إلى منطقة الجزاء التي كانت تحتوي تقريباً على الجميع باستثنائهم. وكل ما بدا أنّه يحدث هو أنّ لاعبي أرسنال أصيبوا بالتشنّجات.
من الواضح أنّ أرسنال جاء إلى الشمال لوضع علامة، والتأكيد على أنّ لديهم العقلية للوقوف أمام سيتي، ليس فقط في سباق اللقب بل على مدار 90 دقيقة، وفي بعض الجوانب، أثبتوا هذه النقطة على الرغم من هدف ستونز.
عادةً ما تكون أهداف سيتي الدرامية محجوزة لأكبر المباريات، عندما تكون هناك حاجة ماسّة إليها: هدف سيرخيو أغويرو الحاسم في الدوري ضدّ كوينز بارك رينجرز (2012)، وهدف إلكاي غوندوغان المزدوج ضدّ أستون فيلا (2022). عادةً ما كانوا يجتاحون الفرق قبل أن يحتاجوا لأي بطولات، لكنّهم احتاجوا لهذا الهدف، وفي تلك اللحظة، بدا تقريباً بنفس الأهمية.
بذلك، ربما ذكّروا أرسنال بشيء أيضاً، وهو أنّه بغضّ النظر عن مدى تقدّمهم، فإنّ سيتي يستطيع أن يفعل ما يكفي ليُخيّب آمالهم. ومع ذلك، نعلم من الموسم الماضي - عندما فاز أرسنال على سيتي في وقت مبكر لإثبات مؤهلاتهم للقب - أنّ الأمر لم يكن مهمّاً في النهاية. هذا ليس انتقاداً لأرسنال، بل هو تحذير من المبالغة في تفسير المباريات الفردية.
ما رأيناه في الموسم الماضي هو أنّه، على الرغم من تلك الهزيمة وسلسلة من التعادلات، ظل سيتي يهزم الجميع، وبصعوبة، حصلوا على نقاط أكثر من أرسنال.
أحد الأسباب التي جعلتهم قادرين على الاستمرار في جمع تلك النقاط، على حساب تبسيط الأمور، هو وجود رودري في الفريق. فعلى الرغم من كل الفوضى، الاستفسارات التكتيكية، الدفع والشدّ، والأهداف، ربما كانت اللحظة الأكثر أهمية هي عندما خرج رودري مصاباً (د21).
في البداية، بدا الأمر وكأنّه اشتباك آخر بعيد من الكرة. ربما كان الاشتباك الأول مع هافيرتز رداً على تصريحات رودري بأنّ لاعبي أرسنال لا يمتلكون العقلية للفوز عليهم في ملعب «الاتحاد» في التعادل السلبي الموسم الماضي.
لكن، عندما كان يركض نحو القائم القريب للهجوم على ركلة ركنية، بدا أنّ ساق الإسباني قد انحنت، وبعد بضع لحظات من العلاج، بدا إمّا أنّه كان يبكي أو يَشعر بالغثيان، وربما الاثنَين معاً. وبعد فترة وجيزة، عندما خرج من الملعب، أشار إلى بيب غوارديولا أنّه يحتاج إلى استبداله.
بعد المباراة، أكّد غوارديولا: «رودري رجل قوي. إذا غادر الملعب في هذا الوضع، فهذا يعني أنّه شعر بشيء، وإلّا لكان استمرّ في اللعب». أمّا بخصوص تفاصيل الإصابة، فلم يرغب غوارديولا في الكشف عن الكثير؛ مصرّاً على أنّه لم يتحدّث مع الطبيب، كما يقول دائماً في هذه المواقف.
هل كان سيتي سيكون أفضل بوجوده على أرض الملعب لبقية المباراة؟ بلا شك. لا سيما في الشوط الثاني عندما لم يكن لديهم سوى تسديدات من خارج منطقة الجزاء، فوقع معظمها على بديله، ماتيو كوفاسيتش.
هل كان خروجه أكبر عامل في تحوّل أرسنال في الشوط الأول وتسجيلهم الهدف؟ حسناً، يجب أن نعطيهم الفضل أيضاً؛ بالتأكيد أيّ فريق، ناهيك عن فريق مثل أرسنال، كان سيتحمّل الضغط إلى حَدٍّ ما.
وأقرّ ميكيل أرتيتا: «عانينا في أول 20-25 دقيقة. بعد ذلك، بدأنا نفهم بشكل أفضل ما يجب علينا القيام به». كان هناك بالطبع علاقة بين أداء الفريقَين بعد خروج رودري.
لكن بعيداً من المباراة، مع جميع تقلّباتها ونقاطها المثيرة للجدل، ماذا عن العديد من المباريات القادمة في الأسابيع أو الأشهر المقبلة، إذا كانت الإصابة خطيرة؟
ولا توجد أي معلومات رسمية تشير إلى أنّها إصابة خطيرة في الركبة - تمزّق الرباط الصليبي الأمامي - لكن مجرّد التفكير في بضع مباريات من دونه، كان سيُصيب سيتي بالرعب قبل بضعة أسابيع. فجزء من سبب خسارة سيتي أمام أرسنال الموسم الماضي كان لأنّهم لم يكن لديهم اللاعب المحوري.
المباراة الوحيدة التي فاز بها سيتي في الدوري من دون رودري الموسم الماضي كانت ضدّ لوتون في نيسان. خسروا المباريات الثلاث الأخرى.
هذا الموسم، بدا أنّ بإمكانهم الفوز من دون رودري. غاب عن أول 3 مباريات وفازوا بها جميعاً، من دون أن يبدو الفريق مضطرباً. وعندما شارك في الشوط الثاني ضدّ برينتفورد، وكان سيتي متقدّماً 2-1، ساعدهم في الحفاظ على النتيجة.
قد يكون سيتي أصبح مجهّزاً بشكل أفضل للتعامل مع غياب رودري هذا الموسم، خصوصاً مع عودة غوندوغان. لكن إذا كنّا نبحث عن معنى وسط كل هذه الفوضى، فمن الأفضل أن ننتظر لتبيان حالة ركبة رودري.