نداءٌ من الراعي إلى مجلس الأمن: لبنان في حزن شديد...
Sunday, 22-Sep-2024 11:33

لفت البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي إلى أنّ "لبنان في حزن شديد لما أوقعت إسرائيل من ضحايا لبنانيّين مدنيّين وحزبيّين وقياديّين في صفوف "حزب الله" أيّام الثّلاثاء والأربعاء والجمعة، في ضربات غير مسبوقة خالية من الإنسانيّة، ومتعدّية كلّ حدود المشاعر البشريّة. وقد أوقعت عشرات القتلى وآلاف الجرحى، ومنهم حاملون إعاقة جسديّة دائمة".

 

وقال الراعي خلال عظة قداس الأحد "إنّنا نقدّر المستوى الطبّي في المستشفيات الّتي فتحت أبوابها، وأوقفت كلّ إمكاناتها للمعالجة"، موجّهًا النّداء إلى مجلس الأمن "لوضع حدّ لهذه الحرب بالسّبل المتاحة. فإذا تُرك المتحاربون، يفنون بعضهم بعضًا قتلًا وتدميرًا وتهجيرًا. فلا بدّ من فرض إيقاف الحرب والدّعوة إلى مفاوضات السّلام. فالسّلام هو "صنيع العدالة"، وثمرة المحبّة النّابتة من الأخوّة الإنسانيّة".

 

وشدّد على أنه "في الحرب الجميع مغلوبون، والجميع خاسرون. أمّا الرابحون الوحيدون فهم تجّار الأسلحة. فيا ليت المتحاربون يقفون لبرهة أمام نفوسهم وأمام الله، لرموا السّلاح من أيديهم وطلبوا عطيّة السّلام!".

 

وفي سياق آخر، أشار الراعي إلى أن "التقدّم الوحدويّ والسلميّ الذي حققه الشعب اللبناني عبر المئة سنة المنصرمة، لم يكفِ لإنشاء دولة لبنانيّة مستقلّة ومستقرّة، قادرة على توحيد مكوّناتها، وطيّ صفحة الانقسامات التاريخيّة والدّاخليّة والحروب، إلّا بانتخاب رئيس للجمهوريّة يعيد لمجلس النّواب صلاحيّاته التّشريعيّة والمحاسبة، ولمجلس الوزراء كامل صلاحيّاته الدّستوريّة، ويعيد لسائر المجالس حيويّتها، رئيس قادر على توحيد البلاد؛ رئيس جدير بثقة اللّبنانيّين والدول الصّديقة".

 

وأكد أنّ "التّعدّديّة اللّبنانيّة الثّقافيّة والدّينيّة، وحياد النّظام السّياسي، ووحدة الولاء للبنان، تبقى كفيلةً بحلّ الأزمات الدّاخليّة والخارجيّة"، مضيفًا: "أمّا المستوى الحضاري في مجتمعنا، فصار دون مستوى رسالة لبنان، ولبنان الرّسالة. ولا خلاص للبنان إلّا بالعودة إلى هذا المستوى الحضاري من قبل الدّولة وجميع مؤسّساتها الدّستوريّة".

الأكثر قراءة