روبرتو كافالي: تكريم الإرث والراحل

جلب عرض روبرتو كافالي الحماس والحنين إلى الماضي، حيث قدّم مجموعة من عارضات الأزياء الشهيرات من التسعينات وما بعدها، مثل إيفا هيرزيغوفا، جوان سمولز، وأليكس ويك، وهن يرتدين فساتين كلاسيكية في تكريم للمصمم الراحل. في نهاية العرض، قام المصمم فاوسطو بوغليسي، الذي يصمّم لعلامة كافالي، بدعوة أرملة كافالي، إيفا كافالي، من الصف الأمامي، وقامت العارضات باحتضانها بحرارة، مما خلق لحظة مؤثرة على المسرح.

تميّزت العارضات بارتداء أزياء أرشيفية حملت بصمات روبرتو كافالي الشهيرة، مثل الفساتين الحيوانية الطابع بألوان زاهية وغير متماثلة، الجلد الأسود، والشيفون والريش. وفي إشارة إلى المبدع الراحل، أوضح بوغليسي أنّه أراد تكريم إيفا كافالي والاحتفال من خلال تقديم 7 قطع أيقونية من أرشيف العلامة.

رغم أنّ العرض كان تكريمًا للإرث، إلّا أنّ بوغليسي كان يسعى إلى جذب الجيل الأصغر. وقد خطى بالفعل خطوات كبيرة في هذا الاتجاه من خلال تصميم أزياء تايلور سويفت خلال جولتها «Eras»، التي تضمنت تنانير قصيرة مفعمة بالألوان وجواهر متألقة. وقال بوغليسي: «المرأة اليوم ليست المرأة نفسها قبل 25 عامًا. إنّها مستقلة للغاية، تعرف متى تريد أن تكون مثيرة ومتى ترغب في أن تكون مغطاة، والأهم أنّها لا تحتاج إلى حكم الرجال».

فيندي: احتفال بمئوية العلامة وإرث العشرينات

افتتحت «فيندي» أسبوع الموضة في ميلانو بمجموعة ربيع / صيف 2025، التي جاءت احتفالاً بمئوية العلامة، متضمنة قطعًا مستوحاة من إرث العشرينات. قدّمت المجموعة إطلالات تعكس روح العشرينات من خلال الزخارف، الأقمشة، والقصات، حيث استوحيت من الحركة الفنية «آرت ديكو» وأعمال أدبية مثل «غاتسبي العظيم».

ورغم أنّ المجموعة تضمنت تصاميم كلاسيكية من العشرينات مثل الفساتين المزينة بالأهداب والأنماط المستوحاة من «آرت ديكو»، إلّا أنّ «فيندي» أضفت لمسة عصرية باستخدام تصاميم فضفاضة وجلود ناعمة وفساتين مريحة. واحتفت المجموعة أيضًا بأنوثة المرأة من خلال فساتين الشيفون الشفافة التي أبرزت جمال الجسد الأنثوي.

كانت الإكسسوارات هي الأكثر لفتًا للأنظار، وخصوصاً الحقائب مثل «ماما باغيت» الشهيرة التي تمّت إعادة تصميمها بشكل أطول وأكثر اتساعًا. كما قدّمت المجموعة حقائب مزخرفة بألوان كلاسيكية وأنماط مرحة، إلى جانب تعليقاتها الإبداعية التي تميز «فيندي» في مجال إكسسوارات الحقائب.

بوس: دعوة لتوازن العمل والحياة

قدّمت علامة «بوس» رؤيتها الجديدة للأزياء العملية من خلال مصممها ماركو فالتشيوني، الذي أرسل رسالة واضحة إلى عالم الموضة: «اخرج من المكتب». شدّد فالتشيوني على أهمية الراحة، موضحًا أنّ الراحة هي الفخامة القصوى. لتشجيع هذا التوازن، قام بتخفيف الطابع الرسمي للبذلة التجارية، حيث أزال وسادات الأكتاف وبطانات السترات.

تميّزت المجموعة بتصاميم عملية تناسب الرجال والنساء، مع سراويل مقطوعة تحت الركبة وبلوزات بتفاصيل السحب. وتمّ إكمال الإطلالات بالصنادل المسطحة والكعبية، مع ألوان محايدة مثل الأخضر والأزرق الباهت. كما أنّ الحقائب تمّ تركها مفتوحة لتظهر الأقسام العملية بداخلها، ما يعكس الحاجة إلى التوازن بين العمل والحياة.

أسبوع الموضة في ميلانو لم يكن فقط فرصة لاستعراض الأزياء، بل كان أيضًا مناسبة لتكريم الإرث الثقافي وجذب الأجيال الشابة نحو تصاميم عريقة بحس حديث، ما يجعله حدثًا لا يُنسى في عالم الموضة.