هذه اولوية حراك "الخماسية" حالياً
Saturday, 14-Sep-2024 07:52

تعددت المبادرات والجهود والمساعي حول الملف الرئاسي والنتيجة واحدة؛ هي الفشل في تحفيز معطّلي الحياة في لبنان على تغليب مصلحة بلدهم على حزبياتهم وحساباتهم والتوافق على انتخاب رئيس الجمهورية.

 

وسواء اجتمع سفراء اللجنة الخماسيّة اليوم السبت في قصر الصنوبر في ضيافة السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، أو في دارة السفير السعودي وليد البخاري، أو لم يجتمعوا أصلاً، فذلك لا يغيّر في قناعة اللبنانيّين بأنّ «الخماسية» في حراكها المتجدّد «ما رح تشيل الزير من البير»، فلقد سبق لهم أن شاهدوا هذا الفيلم الحراكي الطويل أكثر من مرّة، وحفظوا فصوله عن ظهر قلب؛ بدايته حماسة أقصاها استطلاعٌ، وأمّا نهايته فكَسرٌ لخاطر الوسطاء وعودٌ إلى المربّع الأوّل لاستئناف الحراك في وقت لاحق.

 

وإذا كان توافق أطراف الإنقسام الرئاسي، هو الهدف الصعب الذي يرمي اليه حراك الخماسية بوصفه الخيار الإلزامي والوحيد بيد الأطراف السياسية الذي يسهل عليهم انتخاب رئيس للجمهورية، فإنّ الرأي الغالب في الاوساط السياسية، يرى استحالة في بلوغ هذا الهدف، مع اطراف لا تُظهر حتى الآن رغبة في الحوار والاتفاق على حلول وسط، فلقد فشلت مرّات عديدة في تحفيز الحوار بين رافضيه، فضلاً عن انّ المرونة التي تطلبها غير قابلة للصرف في بنك التصلّب السياسي الذي تراكم فيه رصيد هائل من الشروط العالية السقف، ومن المواصفات المتناقضة للرئيس الجديد.

 

الّا انّ مصادر «الخماسية» اكّدت لـ»الجمهورية»، أنّ اللجنة مدركة لحجم التعقيدات بين الأطراف في لبنان، لكنها تعتبر أنّ من الخطأ الحكم المسبق على مسعاها قبل أنّ ينطلق، فالطريق ليس مقفلاً في وجهها، بل هو مفتوح للتقدّم أكثر الى الأمام، وخصوصاً انّ حراكها الآني استثنائي في ظرف استثنائي، وحافزها إجماع دولي اكيد على التعجيل في انتخاب رئيس للبنان، مدفوع بقراءة مفصّلة للظروف المتقلّبة في المنطقة والتطورات المتسارعة فيها، وواقع لبنان ربطاً بها، توجب هذا التعجيل. واللجنة الخماسية تعمل لتهيئة الأجواء لذلك..

 

على أنّ الاولوية التي تتصدّر حراك «الخماسية»، كما تقول المصادر، ليس المرونة المطلوبة من مختلف الاطراف، فحسب، بل تأكيد الفصل بين الجبهات، وعدم ربط الملف الرئاسي بملف الحرب سواء في غزة، او في المواجهات الدائرة على جبهة الجنوب. وتوازياً تأكيد الضرورة والحاجة الملحّة إلى اتخاذ الواقع الحربي دافعاً قوياً للأطراف في لبنان للتعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية.، ولاسيما أنّ انتخاب الرئيس لا يشكّل ضرورة وأهمية آنية فحسب، بل يشكّل استباقاً مطلوباً بقوة لما ستشهده المنطقة من تحدّيات والتزامات توجب ان يكون في لبنان رئيس يتحدث باسمه».

الأكثر قراءة