إذا كانت كلّ الحراكات الداخلية بدءاً بما سُمّيت مبادرة الاعتدال، ثم مبادرة اللقاء الديموقراطي، ثم مبادرة التيار الوطني الحر، ثم ما سُمّيت بخريطة المعارضة بالامس، قد انتهت الى مصير واحد هو الفشل في إحراز اي تقدم يذكر على الخط الرئاسي، الا انّ الفارق بينها، على ما يقول مسؤول كبير لـ«الجمهورية»، هو ان الحراكات السابقة رغم انها فشلت الا انها طرحت بسلاسة وانتهت بسلاسة، خلافاً لـ»خريطة المعارضة» التي قدمت في اليومين الماضيين، ولم يتأخر الوقت حتى واكَبها خطاب ساخن واتهامات لفريق الممانعة تصدرها رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.
وبحسب المسؤول عينه انّ ما سمّيت «خريطة المعارضة» لم تكن اكثر من محاولة للتذاكي على القوى السياسية لتسويق طرح «القوات اللبنانية» التي تُدرك قبل غيرها انه طرح خلافي مع سائر القوى السياسية. وبالتالي، فإنّ القصد من طرح هذه الخريطة الخلافية، ليس فتح المعبر الرئاسي، بل إبقاء السجال حول الملف الرئاسي ساخناً ومعلقاً على خطّ التوتر العالي، كغطاء واضح للهروب من التوافق الذي لا مفر منه في نهاية المطاف لإتمام الاستحقاق الرئاسي».