رئيس الإتحاد الدولي لرجال وسيدات الأعمال اللبنانيين MIDEL وعميد كلية إدارة الأعمال في جامعة القديس يوسف USJ
إختارت تايوان مؤخّراً، رئيساً جديداً لها من الحزب التقدمي. لكن السؤال الكبير الذي يُطرح: ماذا ستكون ردَّة فعل الصين على هذا الرئيس التايواني الجديد المعادي لها، والمدعوم من الولايات المتحدة؟
نذكّر أنّ تايوان هي جزيرة تقع في جنوب شرقي آسيا، في المحيط الهادئ، ويعيش فيها نحو 30 مليون مواطن، ويفصلها عن الصين مضيق فورموزا، ولا تتجاوز المسافة بينها وبين الصين 140 كيلومتراً.
في العام 2016، عندما تولّى الحزب التقدمي رئاسة الحكومة في تايوان، كان الردّ صارماً من الصين التي قطعت كل سلاسل التواصل مع الجزيرة، ووضعت ضغوطاً مالية، إقتصادية، نقدية وأمنية خانقة، مع قطع كل العلاقات الديبلوماسية والتجارية وغيرها. وكانت هذه الحرب الباردة مؤذية لتايوان.
من المتوقع، أن تزداد التوترات على هذا البلد الصغير، الذي تعتبره الصين جزءاً منها، وفي الوقت عينه، تعتبره منصّة داعمة، لعدوّها المبطّن الولايات المتحدة.
من المرجَّح أن يكون الردّ الصيني أكثر حزماً من العام 2016، في ظلّ التوترات الدولية، والحروب القائمة في العالم، ويُمكن حتى أن يكون هناك تدخّل عسكري بعد ما شاهدناه في أوكرانيا أو حتى في غزة، واللامبالاة العالمية.
فبعد الحرب في أوروبا، والحروب في الشرق الأوسط، هل تمتد التوترات إلى الشرق الأقصى، وينجرّ العالم إلى سنة الحروب وتكملة التدمير الذاتي؟
الواضح أنّ العالم يتّجه نحو المزيد من الإنقسامات، والتجاذبات وإشتداد المعارك، والمنافسة على مَن يقود العالم عسكرياً، إقتصاديا، مالياً ونقدياً، فإشتدت المعارك والغزوات الروسية على أوكرانيا، وتفاقم التدمير والإجرام في غزة، وتوسَّعت رقعة الحرب على البحر الأحمر، مع تدخُّل مباشر للولايات المتحدة وبريطانيا، والردّ الحوثي، وشملت الضغوط كل المنطقة، أبرزها تركيا، العراق، ليبيا واليمن، وتدفع ثمن الإقتصاد الأكبر مصر عبر قناة السويس المشلولة.
فالضغوط الشديدة في الشرق الأوسط ستزيد الإنقسامات الدولية، وترفع من وتيرة التداعيات المالية والإقتصادية، ويمكن أن تؤثر على حركة الإستيراد والتصدير، في منطقة الشرق الأقصى.
إنّ إقتصاد الحرب، يرفع كلفة التصنيع، ونقل البضائع، وأسعار المواد الأولية، والغاز والنفط ومشتقاتها، وتجرّ العالم إلى تضخُّم مؤذ ومخيف.
في المحصّلة، كما كان متوقعاً، إنّ 2024 هي سنة التوترات والإنقسامات، لإظهار العضلات ومظاهر القوة من قِبل الدول العظمى، ولن نتأمّل أن نشهد حمامات السلام، قبل الإنتخابات الرئاسية الأميركية في الخريف المقبل، لنفهم كيف سيكون النهج الجديد لدى هذه القوة العملاقة، وإذا ما كان البيت الأبيض سيتّجه نحو تكملة الحروب أو نحو مفاوضات السلام التي ستكون أيضاً شائكة وطويلة. الحروب الساخنة والباردة تتوالى وتسيطر على المناطق الدولية والعالم، من الشرق الاوسط إلى الشرق الأقصى.