وفي تقرير حصلت عليه «الجمهورية» من نيويورك عن مداولات الجلسة، ألقى وزير الخارجية الفلسطيني كلمة دعا فيها الى وقف فوري لإطلاق النار، ودانَ قتل المدنيين.

كما تحدث وزير خارجية إسرائيل إيلي كوهين وهاجمَ حماس، وقال: إن الدور آت على الغرب، الذين عليهم الوقوف ودعم إسرائيل، وكان ملفتاً هجومه على قطر معتبراً ان عليها تحرير الأسرى لأنها من تقوم بتمويل حماس. وانتقد غوتيريس الذي ندّد بحملة القصف الإسرائيلية على قطاع غزة. وطالبَ كوهين «بالإفراج عن جميع الرهائن في غزة من دون شروط»، مشيراً إلى أنّه «يجب على العالم أن يتوحّد مع إسرائيل للقضاء على حماس».

وقال الوزير الإسرائيلي مخاطباً غوتيريش: «سيّدي الأمين العام، في أي عالم تعيش»؟ وأفيد أن كوهين ألغى اجتماعاً مع غوتيريش كان مقرراً امس، في نيويورك احتجاجاً على قوله إنّ «هجوم حماس لم يحدث من فراغ».

كما تكلم وزير خارجية البرازيل ودعا الى التهدئة وانتقد حركة «حماس». وكانت كلمة لوزير خارجية الولايات المتحدة انطوني بلينكن، الذي دانَ حماس، وحذر إيران من تمدد الصراع، وطالبها بعدم فتح جبهة ثانية ضد اسرائيل، وكان اللافت انه طالب «بمضاعفة الجهود لتحقيق السلام، دولتان لشعبان، مع حق الفلسطينيين بتقرير المصير».

وبعد الظهر (قبَيل منتصف الليل بتوقيت بيروت)، رفعت الجلسة نحو ساعتين، ثم ألقى المندوب الدائم للبنان في الأمم المتحدة هادي هاشم كلمة الوزير عبدالله بو حبيب، لعدم تعذّر حضور الوزير بسبب زيارته لسوريا، تمحورت حول الجهود التي يبذلها رئيس الحكومة لحماية لبنان، وتحييده عن الصراع. ودانَ الهجمات الإسرائيلية على القرى اللبنانية، وقصفها المباشر للمدنيين وللجيش وللصحافيين واستشهاد عصام عبدالله، ودعا الى تدخّل دولي للضغط على اسرائيل لوقف الاعتداءات على لبنان وغزة.

وأكدت كلمة بوحبيب «على التزام لبنان بالمبادرة العربية للسلام، وحل الدولتين ووجوب انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية واللبنانية المحتلة». وحذّر فيها من أن تقوم إسرائيل بأي خطوات يائسة لزَج لبنان في الصراع. كما أكّد «على موقف لبنان الموحد بضرورة إيجاد حل مشترك مع المجتمع الدولي لإعادة النازحين».

وتكلم بعد الظهر الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط ووزراء خارجية مصر والسعودية والاردن، ودعوا الى وقف العدوان الاسرائيلي واستمرار فتح الممرات الانسانية وأكدوا رفض تهجير سكان القطاع الى اي دولة اخرى.

وكان البارز تقديم مشروع قرار من الولايات المتحدة، لكن من المرجّح ان لا يمر في مجلس الأمن، وسوف يسقط بعدما سقط المشروع الروسي والبرازيلي، ذلك ان المجموعة العربية لم تؤيد المشروع الاميركي. لأنه لا يتضمّن مطالبها، بالوقف الفوري لإطلاق النار، ووقف عملية الترانسفير، وفتح ممرات آمنة للمساعدات.

وفي السياق، دعا المفوّض الأعلى للأمم المتّحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، إلى «هدنة إنسانية فورية» في غزة، مناشداً القادة اتّخاذ «خيارات شجاعة». وأكد تورك في بيان أنّ «الخطوة الأولى يجب أن تكون هدنة إنسانية فورية تنقذ حياة مدنيين من خلال الإيصال السريع والفاعل للمساعدات الإنسانية إلى غزة».