هل يُمكن لغير الحامل تناول مكملات ما قبل الولادة؟
سينتيا عواد

ماستر في علوم الاعلام والاتصال. مسؤولة عن الملحق الأسبوعي والصفحة اليومية للصحة وغذاء.

Monday, 18-Sep-2023 06:46

تتميّز مكمّلات ما قبل الولادة بقدرتها على توفير العناصر الغذائية الحيوية أثناء الحمل، وهي تُعتبر من أكثر المغذيات المتعدّدة شمولاً في الأسواق. لذلك، فإنّ حتى النساء غير الحوامل، مثل اللواتي يحاولن الحمل أو يرغبن في تحسين شعرهنّ وبشرتهنّ وأظافرهنّ، يَنجذبن إلى هذه الأنواع من المتمّمات.

 

وفق الخبراء، إذا كانت المرأة تخطّط للحمل، فمن الجيّد تماماً أن تبدأ بالحصول على مكمّلات ما قبل الولادة قبل 3 أشهر على الأقل من الحمل. إنّ هذا سيضمن بلوغ مستويات كافية من حامض الفوليك الذي لا غِنى عنه لسلامة نموّ الجنين. تحتاج المرأة خلال الحمل لمزيد من هذا الفيتامين B الذي يساعد على الوقاية من بعض العيوب الخلقية.

 

لكن عند عدم الرغبة في الحمل، قد تعتقد المرأة بأنّ كل الجرعات الإضافية من الفيتامينات والمعادن الموجودة في حبّة واحدة تأخذها يومياً ستبقى حتماً مفيدة لها. غير أنّ طبيبة الأمراض النسائية والتوليد ستيفاني هاك، من الولايات المتحدة أكّدت أنّ «المزيد ليس دائماً الأفضل، خصوصاً عندما لا يكون الجسم بحاجة الى بعض العناصر الغذائية».

 

وتطرّقت إلى الانعكاسات السلبية المُحتملة لتناول مكمّلات ما قبل الولادة عندما لا تكون المرأة حاملاً أو لا تحاول ذلك:

 

- العبث في مستويات الـB12: إنّ هذا الأخير ضروري لخلايا الدم الحمراء السليمة، وتخليق الحمض النووي، وضمان الأداء السليم للجهاز العصبي المركزي. عند تناول مكمّلات ما قبل الولادة بِلا سبب مُحدّد، تصبح المرأة أكثر عرضة لنقص الـB12 لاحتواء هذه الحبوب على الكثير من حامض الفوليك الذي لا يتعامل دائماً بشكلٍ جيّد مع الـB12. وتحتاج الحوامل لمزيدٍ من حامض الفوليك لدعم الوقاية من العيوب الخلقية، لذلك تحتوي مكمّلات ما قبل الولادة على نحو 800 ميكروغرام منه، في حين أنّ الجرعة الموصى بها يومياً للمرأة العادية تبلغ 400 ميكروغرام يومياً. إنّ هذا الفائض من حامض الفوليك قد يتداخل مع مستويات الـB12 الموجودة. ولقد أظهرت الأبحاث أنّ الافراط في حامض الفوليك قد يجعل بعض أعراض نقص الـB12 (فقر الدم أو الضعف الادراكي) أسوأ. إنّ المشكلة عند المبالغة في جرعة الفوليك باستمرار هي أنها قد تُخفي نقص الـB12، ما يُصعّب تشخيصه وعلاجه.

 

- عدم الحصول على ما يكفي من الزنك: يُعدّ الزنك أيضاً عنصراً غذائياً ضرورياً للصحّة الجيّدة. إنه يؤدي دوراً حيوياً في تكوين الحمض النووي، ونموّ الخلايا، وتكوين البروتين، وشفاء الأنسجة، وبناء جهاز مناعي قويّ. لكن عند تناول مكمّلات ما قبل الولادة رغم عدم الحمل، يمكن لذلك أن يمنع الجسم من امتصاص كمية كافية من الزنك. ويرجع السبب إلى احتواء العديد من هذه الأدوية على الحديد الذي يتنافس مع الزنك في الامتصاص المِعوي. ويمكن أن تؤثر كثرة الحديد في امتصاص ما يكفي من الزنك، والعكس صحيح. لذلك يُنصح بتناول الحديد بشكلٍ مُنفصل عن مكمّلات ما قبل الولادة.

 

- التعرّض لمشكلات الجهاز الهضمي: إنّ الشكوى الأكثر شيوعاً المتعلّقة بمكمّلات ما قبل الولادة هي أنها قد تسبّب الامساك أو الإسهال. وغالباً ما تكون هذه الآثار الجانبية على المعدة مرتبطة بجرعة الحديد العالية الموجودة في هذه الأدوية. كذلك يمكن أن تسبّب متمّمات الحديد الغثيان والتشنّجات المِعوية.

 

إستناداً إلى «Mayo Clinic»، إذا كنت غير حامل أو لا تخطّطين لذلك، فأنت لا تحتاجين إطلاقاً لتناول مكمّلات ما قبل الولادة. في حين أنّ القيام بذلك ليس بالضرورة خطراً، إلّا أنه قد يؤدي مع مرور الوقت إلى مشكلات صحّية مثل نقص الفيتامينات والمعادن أو أمراض الجهاز الهضمي. في الواقع، إنّ أفضل طريقة للحصول على العناصر الغذائية التي تحتاجينها هي من خلال الطعام. ويمكن للجسم امتصاص المغذيات الدقيقة عن طريق المأكولات بسهولة أكبر من المكمّلات الغذائية.

 

الأكثر قراءة