

بعد شهور من الدرس والتعب والسهر، ها قد أطلّت امتحانات نهاية السنة الدراسية. وخلال هذه الفترة، ينكّب كثير من الاهالي لمساعدة أطفالهم. وتتميز هذه الفترة بالتوتر عند الأهل، والذي ينتقل إلى أطفالهم ويؤثر تأثيراً مباشراً على الطفل وعلى ادائه المدرسي. لذا، فإن اتباع وتطبيق بعض الاستراتيجيات التربوية يمكن أن يساعد الأهل في تحضير أطفالهم لامتحانات نهاية السنة الدراسية. فكيف يمكن للوالدين ان يلعبا دوراً إيجابياً للتخفيف من قلقهم على امتحانات أطفالهم؟ وما هي النصائح التي يمكن اتباعها لمساعدة التلميذ المتوتر؟
لمساعدة أطفالنا الذين يتحضّرون للامتحانات خلال هذا الأسبوع والأسبوع المقبل، هذه بعض النصائح التي يمكن تطبيقها في البيت قبل، خلال وبعد التحضيرات للامتحانات النهائية، ويمكن تطبيقها للتخفيف من القلق والتوتر:
- أولاً، التحدث بإيجابية مع الطفل عن الامتحانات. كما اختيار المواضيع التي تجذبه قبل أن يتحضّر للامتحان، وتصفية ذهنه من المشاكل والمتاعب والهموم التي مرّ بها الطفل خلال يومه، ويمكن أن تقوم الأم بهذه المهام من خلال الأسئلة البسيطة أو تدليك يدي طفلها للشعور بالراحة والاسترخاء.
- ثانياً، يجب ان يكون الطفل مهيئاً نفسياً بعد عودته من المدرسة. يلعب الأهل دوراً بارزاً في هذا الموضوع، فالتفسيرات الهادئة وغير المباشرة تساعد التلميذ في فهم أهمية التركيز والدراسة. ثم اختيار الوقت والمكان المناسبين للدراسة. فبعد فترة من الاستراحة، يمكن أن يبدأ درسه. فلا يمكن أن نجبّر الطفل أن يبدأ حفظ ودرس أمثولاته بعد تناول طعامه. بل يجب أن يكون هناك وقت مناسب لبدء عملية الدرس. والافضل هو بعد استراحة في غرفته لمدة تتراوح ما بين الخمس عشرة والخمس وأربعين دقيقة. أما بالنسبة للمكان، فيجب أن يحدّد الطفل المكان المناسب لكي يدرس. طبعاً توجيهات الأهل للمكان المناسب للدرس أساسي. فلا يمكن للطفل أن يدرس على شرفة بيته، بسبب الضوضاء وكثرة التأثيرات الخارجية على انتباهه وتركيزه. بل يمكن أن يدرس في أي غرفة يختارها، مثلاً في غرفة نومه، في غرفة الجلوس، أو حتى في المطبخ، أو في مكان مريح، وهادئ، مع إضاءة مناسبة وصحية.
- ثالثاً، يحق للطفل أن يحصل على فترة استراحة بعد رجوعه إلى البيت وقبل بدء الدرس. فالراحة بعد المدرسة أساسية لكل طفل، لأنّ بعد يوم طويل على مقاعد الصف، من المهم أن يأخذ الطفل قسطاً من الراحة. ومن الأفضل أن يرتاح في غرفة نومه، كما الابتعاد عن الدرس في الليل. فالوقت المناسب هو في الصباح الباكر، عندما يكون مستعداً ذهنياً.
- رابعاً، الإبتعاد عن الألعاب الإلكترونية خلال وقت الاستراحة ... حتى لو كان الطفل يعتبر بأنّه وقت استرخاء له. ولكن يجب أن تفسّر الام بأنّ وقت الاستراحة هو عدم قيام الطفل بأي نشاط ذهني. كما لا لمشاهدة التلفاز، لأنّه لن يساعد الطفل في صفاء ذهنه قبل معاودة الدرس.
- خامساً، التحضير مع الطفل لجدول دراسي، من خلاله يحترم الطفل أوقات الدرس وأوقات اللهو. يجب أن تساعد الام أو الأب في وضع جدول درس طفلهما، حيث سيشعر بالمسؤولية تجاه نفسه.
رفض مراجعة الدروس...
لا يمكن التحضير لامتحانات نهاية السنة الدراسية قبل يوم أو يومين. فالسرعة في الدراسة لا تجدي نفعاً، بل التحضير منذ بداية السنة والدرس كل يوم بيومه، يجعلان التلميذ الصغير مهيئاً للامتحانات بشكل كامل. وللأهل دور بارز في تحديد وقت مراجعة الدروس، خصوصاً خلال نهاية الاسبوع، حيث يتسنى للطفل أن يلعب، وأيضاً يتوفر له وقت للدراسة ومراجعة ما تعلّمه في المدرسة، لتثبيت المعلومات التي تلقّنها في مدرسته.
ولكن بعض الأحيان، الطفل يرفض الدرس؟
الصراخ والركل والضرب وصولاً إلى الشتم... من أكثر تصرفات غير المقبولة للطفل الذي لا يريد أن يدرس. ويواجه الكثير من الأهالي تلك التصرفات بتصرفات مماثلة، تجعل الطفل أكثر عدوانية وغضباً. كما نسمع الكثير من الأطفال يعبّرون بكل صراحة عن كرههم للمدرسة والمعلّمة ولكل شيء له علاقة بالدراسة. أما عند الاطفال الأكثر احتيالاً، فيلجؤون إلى أساليب أكثر تكتيكية، من خلال طلباتهم اللامتناهية، كاستعمال المرحاض أو شرب الماء أو الشعور بالجوع... لذا، إذا رفض الطفل متابعة درسه بسبب الحجج المذكورة، يجب أن يتصرف الأهل على الشكل التالي:
- إعطاء الطفل بعض الوقت للاستراحة أو شرب الماء أو عصرونية صغيرة مع قطعة شوكولا، كعربون شكر له أنّه يقوم بكثير من الجهد لكي يدرس.
- المرح واللهو من أبسط وأحلى الاوقات التي تساعد الطفل للاستراحة، خصوصاً عندما يقرّر عدم إكمال دروسه. فبعض النكات المضحكة وسماع موسيقى جميلة وربما الرقص والغناء لفترة قصيرة، يمكن أن تساعد الطفل للتشجيع على الدراسة.
- لا يجب أن تكون ساعات الدرس في البيت مملة. فحتى لو كان هناك الكثير من الواجبات اليومية، وحتى لو انّ الأهل قلقون على مستقبل طفلهم ويريدون تحضير الامتحانات بشكل كامل، كل ذلك لا يعني أن ننقل خوفنا وقلقنا للطفل.
- الابتعاد عن كل أشكال العنف: اللفظي والجسدي والمعنوي... فإذا استعمل أحد الوالدين بعض العبارات النابية في وجه الطفل، فذلك لن يساعد في عملية تلقينه دروسه. بل العكس صحيح، سيتأثر الطفل نفسياً ولن يعود قادراً على استيعاب دروسه وإكمال ما له من مهام. أما بالنسبة للعدوانية الجسدية كالضرب، فطبعاً هذه ليست طريقة تربوية لتعليم الطفل. تشجيعه ومساندته هما الطريقة المثلى لمساعدته في درسه.