تتسارع الاتصالات في مختلف الاتجاهات وعلى كل المستويات المحلية والاقليمية والدولية لاحتواء الأزمة الناشئة بين لبنان والمملكة العربية السعودية، على خلفية مواقف وزير الاعلام جورج قرداحي، كان أعلنها قبل توزيره بأسابيع، وتركّز هذه المساعي والاتصالات على ايجاد حل يشكّل مخرجاً يرضي الجميع، فيما تقوم الولايات المتحدة الاميركية بوساطة في العمق لإنهاء هذه الأزمة، كان من عناوينها لقاء وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن مع نظيره السعودي الامير فيصل بن فرحان، على هامش قمة المناخ في غلاسكو، وتواكبها اتصالات غير مباشرة لبعض المسؤولين مع الرياض. ورشح انّ بعض الجهات المعنية ترغب في أن يقدّم قرداحي استقالته كمخرج من شأنه ان يجنّب استقالة الحكومة برمتها، خصوصاً انّ المسؤولين اللبنانيين تلقّوا بعض الإشارات من دول ومؤسسات دولية مالية وغير مالية، تدل الى انّها تعيد النظر في التعهدات التي قطعتها للتعاون مع الحكومة.
لكن هذه الاتصالات والمساعي لم تثمر نتائج عملية بعد، في ظلّ معلومات تشير الى انّ الساعات المقبلة ستحمل معطيات تراوح بين الإيجابية والسلبية، علماً أنّ قرداحي الذي يتلقّى تمنيات من بعض المراجع في الداخل ومن جهات في الخارج، تدعوه الى تقدير الموقف، اكّد تمسّكه بموقفه الرافض للاستقالة، لاقتناعه بأنّه لم يخرج عن سياسة الحكومة المتمسكة بتعزيز علاقات لبنان مع اشقائه العرب، وانّ ما عبّر عنه قبل توزيره إنما كان موقفاً شخصياً، لا يلزم الحكومة بعدما صار وزيراً فيها، في الوقت الذي اكّدت الرياض انّ موقفها يتجاوز مواقف قرداحي الى ما تسمّيه «هيمنة عملاء ايران على لبنان» وهي تعني بذلك «حزب الله» وحلفاءه.
وفي هذا الخضم، ينشط رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من اسكوتلندا بلقاءات على هامش قمة غلاسكو للمناخ، وباتصالات مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومع جهات عربية ودولية، محاولاً تدوير الزوايا لإيجاد حل ينقذ حكومته، التي ما زالت طريّة العود، من السقوط، الذي في حال حصوله قد يكون له انعكاسات مدمّرة على لبنان الغارق في انهيار مالي واقتصادي ومعيشي يحتاج معه الى دعم عربي ودولي كبير للخروج منه. وعلمت «الجمهورية»، انّ ميقاتي مصرّ على استقالة قرداحي لانّها تسحب الذريعة السعودية وتشكّل مفتاحاً للحل.
استبعدت مصادر مطلعة ان تتمّ قريباً معالجة الازمة بين دول الخليج ولبنان، لافتة إلى أنّه بات ثابتاً انّ الموقف الحاد للسعودية وبعض العواصم الخليجية يتجاوز في جوهره حدود الاعتراض على تصريحات قرداحي.
ووقالت هذه المصادر لـ»الجمهورية»، انّ المواقف التي أدلى بها قرداحي «كانت الشرارة التي أشعلت برميل البارود، ولكن البرميل ممتلئ أصلاً بالمواد المتفجرة، وكان يكفي ان يُرمى فيه اي ثقاب حتى ينفجر». ولفتت إلى «انّ استقالة قرداحي من عدمها أصبحت مجرد تفصيل في هذه الأزمة التي تمتد خيوطها حتى مأرب في اليمن»، كاشفة انّ «ليست هناك أي ضمانات بأنّ الرياض والدول المتضامنة معها ستتراجع عن إجراءاتها التصعيدية الأخيرة اذا استقال قرداحي».
واشارت المصادر إلى «أنّ هناك انطباعاً لدى بعض المراجع الرسمية بأنّ المستهدف مما يجري ليس إقصاء وزير الإعلام فقط بل الحكومة برمتها، لكن في المقابل يوجد قرار أميركي ـ فرنسي باستمرار الحكومة، الأمر الذي من شأنه منحها إكسير البقاء وإيجاد توازن دولي يحميها حتى إشعار آخر، في انتظار مرور العاصفة».
دعم اوروبي واميركي
وكانت مراجع ديبلوماسية وسياسية مطلعة اكّدت لـ «الجمهورية» انّ الولايات المتحدة الاميركية وقادة الاتحاد الاوروبي «على اتصال مع المسؤولين اللبنانيين لمنع انهيار الحكومة». ولفتت المصادر الى انّ ليس هناك اي «مؤشرات الى الآن عن استقالة الحكومة او اي من الوزراء»، وهي اشارة اكّدت حجم الضغوط التي بُذلت لمنع ميقاتي من الاستقالة، وكذلك بالنسبة الى بعض الوزراء الذين كانوا قد اعدّوا كتب الاستقالة ما لم يُقدم ميقاتي عليها.
وانتهت المراجع الى التأكيد، «انّ استقالة الحكومة قبل ان تقوم بأي مهمة مطلوبة منها تعدّ امراً سلبياً جداً، وتعطي مؤشرات خطيرة تجاه مجموعة الاستحقاقات المطلوبة منها. لكن هل هي قادرة على القيام بأي من هذه المهمات في ظل قدرة بعض الأطراف على تجميد عملها وشلّها الى الدرجة التي تسبب بها وزراء ثنائي حركة «أمل» و»حزب الله».
مصير الحكومة
الى ذلك، قالت مصادر مواكبة للاتصالات، انّ الأزمة المستجدة بين الدول الخليجية والحكومة تستأثر بكل المواقف والمتابعات السياسية «لأنّ عليها يتوقف ليس فقط مصير الحكومة، إنما مصير البلد في حال اتخذت الدول الخليجية قراراً بسحب السفراء نهائياً وقطع العلاقات مع لبنان، ما يؤدي إلى عزله عن محيطه للمرة الأولى في تاريخه ودخوله في منعطف خطير جداً. ولذلك ثكثر الدعوات السياسية والروحية الى معالجة هذه الأزمة سريعاً، بغية تجميد الإجراءات المتخذة والعودة إلى ما قبل نشوئها، لأنّه خلاف ذلك يعني مضي الدول الخليجية في خطواتها ويصبح متعذراً العودة إلى الوراء، ويدخل لبنان في وضع جديد من عزلة غير مسبوقة، فضلاً عن تداعياتها الخطيرة على بلد يعيش أساساً في أزمة مالية واقتصادية خانقة، معلوم انّ خروجه منها غير ممكن من دون مساعدة خارجية وتحديداً خليجية».
ولفتت المصادر الى «المحاولات التي أجرتها واشنطن وباريس تحديداً قبل تأليف الحكومة وبعدها، لاقناع الدول الخليجية بتبديل مواقفها والانتقال من النأي بالنفس إلى توفير مستلزمات الدعم للحكومة. ولكن الموقف الخليجي ربط اي مساعدة محتملة بأداء الحكومة ومواقفها وممارستها، في اعتبار انّ زمن الدعم المجاني على طريق «الشيك على بياض» ولّى إلى غير رجعة، وبالتالي الحكومة كانت تحت مجهر الاختبار، فإذا برهنت عن تبدُّل في السياسة الخارجية تكون نجحت في إعادة تفعيل العلاقة مع دول الخليج، وفي حال فشلت بذلك تبقى الأمور في الحدود التي كانت عليه، لأنّ الخليج ليس على استعداد لمساعدة دولة تستهدفه في أكثر من جانب، بدءاً من السياسة، مروراً بالمخدرات، وصولاً إلى الأمن والخلايا الأمنية.
ولكن ما لم يكن في الحسبان إطلاقاً يكمن في تطوّر الأمور بهذا الشكل والسرعة على أثر بث المقابلة التي كان أجراها قرداحي قبل تأليف الحكومة، ما يعني انّ الدول الخليجية لم تعد تتحمّل حتى موقفاً من هذا النوع، بعد ان طفح الكيل معها من لبنان، ولم تعد في وارد المسامحة ولا غض النظر، فإما لبنان دولة صديقة وتعمل بموجبات هذه الصداقة، وإما دولة عدوة وجب التعامل معها على هذا الأساس بقطع العلاقات الديبلوماسية».
معالجة الذيول
واضافت المصادر، انّ «حتى لو جمّدت الدول الخليجية خطواتها، فإنّ معالجة ذيول الأزمة باتت صعبة ومعقّدة، ودلّت الى عمق هذه الأزمة، ولكن الأساس يبقى في معالجة الإشكالية الأخيرة سريعاً قبل ان تتدهور الأمور أكثر فأكثر، لأنّ المصلحة اللبنانية العليا تستدعي إقفال هذا الملف وحفاظ لبنان على علاقاته مع الدول الخليجية التي تشكّل المتنفّس الأساسي له، فهو يتنفس اقتصادياً من الرئة الخليجية، إن لجهة الدعم والمساعدات الخليجية، أو لناحية الجالية اللبنانية الواسعة العاملة في هذه الدول. وفي حال تطورت الأمور سلباً فإنّ انعكاسات هذه الأزمة ستتجاوز التردّي المالي على مساوئه وخطورته، إلى التأثير على سائر الاستحقاقات بدءاً من الاستقرار السياسي مع الحكومة المعطّلة بسبب أزمة انفجار المرفأ، وصولاً إلى الانتخابات النيابية واحتمالات تطييرها».
بعبدا تواكب
وكانت الإتصالات الجارية لتطويق الأزمة احتلت اولوية اهتمام رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي بقي على تواصل مستمر مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الموجود في لندن، قبل ان يتوجّه مساء امس الى غلاسكو في اسكتلندا لحضور قمة المناخ. وقالت مصادر مطلعة لـ «الجمهورية»، انّ عون تشاور وميقاتي في نتيجة الاتصالات التي أجراها مع الفرنسيين والأميركيين منذ اندلاع الازمة، وبقي على تواصل مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس خلية الأزمة الوزارية وزير الخارجية عبدالله بوحبيب وقرداحي، للوقوف على آخر المواقف مما يجري، ولمتابعة المقترحات المتبادلة وتطورات الوساطة الاميركية والتحرّكات الفرنسية. وأضافت المصادر، انّ عون «اكّد مرة اخرى تمسّك لبنان بأفضل العلاقات مع السعودية ودول الخليج وضرورة معالجة التطورات الاخيرة بالحوار ومن خلال مؤسسات الدولتين».
ميقاتي وماكرون
ولفتت المصادر، الى انّ ميقاتي سيلتقي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قبل ظهر اليوم في غلاسكو، فيما قطعت الاتصالات شوطاً بعيداً لترتيب لقاء بينه وبين وزير الخارجية الأميركية انتوني بلينكن الذي يرافق الرئيس الاميركي جو بايدن الى قمة المناخ.
وفي الوقت الذي تكثفت فيه المساعي لترتيب لقاء بين ميقاتي ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، قالت المصادر لـ «الجمهورية»، انّ دونه مصاعب وعقبات، فليس لدى ميقاتي ما يلبّي سلسلة الشروط السعودية وما قصده من تصريحاته الاخيرة.
وليلاً علمت «الجمهورية»، انّ ميقاتي سيلتقي على هامش قمة المناخ وزراء خارجية تركيا والكويت ومصر، فيما بقيت مواعيد لقاءات أخرى معلّقة الى حين الاطلاع على برنامج المؤتمر ووقائعه.
الموقف السعودي
وعلى صعيد الموقف السعودي، أفادت وكالة الانباء السعودية الرسمية (واس) انّ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود اتصل هاتفياً أمس بأمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وأعرب له عن «تقديره لما قامت به دولة الكويت من إجراءات تجاه التصريح الذي أدلى به وزير الإعلام اللبناني، وبما يعكس تضامن دول مجلس التعاون الخليجي. وعدّ أمير دولة الكويت، ما اتخذته بلاده من إجراءات تؤكّد وحدة دول مجلس التعاون الخليجي، وعمق الأخوّة بين شعوبه كافة».
كذلك اتصل الملك سلمان بملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، وشكره «نظير ما قامت به البحرين من إجراءات تجاه تصريح وزير الإعلام اللبناني، وبما يجسّد تضامن المملكة والبحرين، ويعكس وحدة دول مجلس التعاون الخليجي». ومن جهته ملك البحرين «جدّد تأكيده عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين، وتماسك دول مجلس التعاون الخليجي».
«وكلاء ايران»
في هذه الاثناء أكّد وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان آل سعود في مقابلة بثتها قناة «العربية» مساء امس الاول: «ليس هناك أزمة بيننا وبين لبنان». وتابع: «لكنّ هناك أزمة في لبنان بهيمنة وكلاء إيران على المشهد، وهذا هو ما يقلقنا وما يجعل التعامل مع لبنان ليس بجدوى للمملكة ولا اعتقد لدول الخليج». واضاف: «لا اود اختزال الموضوع في تصريحات شخص، معين فالإشكالية أكبر من ذلك. الاشكالية في لبنان هي استمرار هيمنة «حزب الله» على النظام السياسي».
وقال بن فرحان: «الحقيقة أنّ لبنان يستحق الكثير وهو قادر على تحقيق الكثير لو التفت قادته لمصلحة لبنان، لا بجعل المصلحة الشخصية لمصالح دول أخرى مثل تمكين «حزب الله» من جميع مفاصل الدولة». واضاف: «المهم الآن أن يستفيق القادة في لبنان وان يبحثوا عن مخرج يرجع للبنان الى مكانته في العالم العربي». وأوضح أنّ الأمر «يتطلب إصلاحاً ومراجعة شاملة، الحقيقة انّ الأمر في يد اللبنانيين، وعليهم أن يقرّروا ما هي مصلحة بلدهم. وهذا سيعالج كافة المشكلات».
الحضن العربي او الايراني
ولوحظ انّ مواقف بن فرحان توحي انّ تسريبات اوساط الجامعة العربية كانت «دقيقة» عندما اشارت الى «انّ الكرة في ملعب لبنان، وهو صاحب القرار الذي يشكّل مفتاحاً للازمة القائمة». ولفتت الى انّ المجموعة العربية متمسكة بدعم لبنان وانّها «لا تريده تحت سيطرة حزب الله»، وأنّ على المسؤولين تحديد خيارهم النهائي بين «الحضن العربي» و»الحضن الايراني»، وانّه من الصعب بعد الذي حصل الوصول إلى اي انفراجات ما لم تصدر مثل هذه الإشارات من بيروت وكذلك من الصعب جداً التراجع عن هذا الموقف».
كبش محرقة
في غضون ذلك، ردّ وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب على نظيره السعودي، فتوجّه اليه قائلًا: «أقول لوزير خارجية السعودية انّ «حزب الله» مكوّن أساسي في لبنان، لكنه ليس كل لبنان ولا يهيمن على لبنان. ولن نقبل أن تُحل أي أزمة على حساب السعودية أو على حساب لبنان. ولتتحرك جامعة الدول العربية وتدعو إلى الحوار».
واعلن بوحبيب انّه «لم يعد هناك وجود لخلية الأزمة التي كلّفه ميقاتي رئاستها. وقال في مداخلة تلفزيونية انّه «انتهى أمرها نتيجة فشلها، ونحن الآن جميعاً على اتصال مع الرئيس ميقاتي». وأضاف: «الخلية فشلت لأنّ الأزمة أصبحت أكبر من الوزارات وأكبر من لبنان بسبب عوامل خارجية وداخلية أيضاً. وهي لن تجتمع مرة أخرى». وقال: «هناك قساوة سعودية لا نتفهمها. فالمشكلات بين أي دولتين يتمّ حلّها عبر الحوار «وما عملنا حوار». أخاف على جورج قرداحي «أنو يطلع كبش المحرقة» والاحتمال لا يزال موجوداً». وأكّد انّ «الحكومة باقية. وبحسب ما علمت من الرئيسين عون وميقاتي أنّ هناك تطمينات دولية لدعمها. التعويل في بقاء الحكومة يبقى على الداخل».
القطري والعماني
وكان بوحبيب اتصل أمس بنظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، شاكرًا «كافة الجهود المبذولة لاحتواء التصعيد، والتخفيف من حدّة الازمة الراهنة»، ومشدّدًا على «أهمية التواصل والتلاقي، مع كافة الأشقاء الخليجيين والعرب، وحرص لبنان على أطيب العلاقات معهم، بما يخدم مصلحة الجميع». كذلك اتصل بنظيره العماني بدر بو السعيدي، مثمناً بيان الخارجية العمانية حول الأزمة الراهنة، ومؤكّداً «أهمية الحوار والتفاهم لتجاوزها وحرص لبنان الشديد على أفضل العلاقات الأخوية مع أشقائه العرب والخليجيين».
مواقف
وفي المواقف، اعتبر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة الأحد «انّ الأزمة مع السعودية ودول الخليج متعددة الأسباب ومتراكمة، ومن شأنها أن تسيء إلى لبنان ومصالح اللبنانيين». وقال: «نتطلع أن يتخذ رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، خطوة حاسمة تنزع فتيل تفجير العلاقات اللبنانية الخليجية، وهذه الخطوة هدفها الدفاع عن لبنان واللبنانيين في الداخل والخارج».
«حزب الله»
واعتبر «حزب الله» اللبناني أنّ ما يواجهه لبنان على خلفية تصريحات قرداحي، جزء من «خشية» السعودية من سقوط مأرب اليمنية في أيدي الحوثيين.
وقال رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» السيد هاشم صفي الدين في كلمة له في جنوب لبنان: «لا يعقل أن يكون الموضوع مرتبطاً بتصريح بل هو أكبر من ذلك». وأضاف: «ما يحصل في السعودية شيء كبير، حيث أنّ السعودي والخليج عموماً الذي سار في ركب العلاقات مع إسرائيل لا يتحمّل في المستقبل صوتاً يخرج من لبنان وغيره ينتقد العلاقات السعودية -الإسرائيلية التي ستصبح علنية في القريب من الأيام المقبلة». واضاف أنّ «ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يعيش القلق، وسوف يواجه مأزقاً كبيراً بعد سقوط مأرب.. والخوف والقلق من ضياع كل الأوهام التي جاء بها محمد بن سلمان، وهذه الخشية هي جزء مما يواجهه لبنان وفشة خلق باللبنانيين».
وشدّد على أنّ لبنان بحاجة إلى الحكومة، مشيراً إلى أنّها «يجب أن تؤدي أقل الواجبات بالحدّ الأدنى».وقال: «من يعمل على توجيه الضغوط والرسائل واختلاق الأزمات من أجل أن تفرط هذه الحكومة أو تتعطل أو ضرب الاستقرار في لبنان أو الضغط بعقوبات أميركية أو سعودية أو غير ذلك، هو الذي يريد أن يخرب لبنان».
خطوة حاسمة
في غضون ذلك، أكّد وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي «للجمهورية» انّ «الكلام لم يعد ينفع. فحان وقت العمل والشروع فوراً بتطبيق الإجراءات المطلوبة وإنجاز إصلاحات شاملة كخطوة أولى لترميم العلاقة مع الدول العربية الشقيقة». وكرّر التأكيد «أنّ لبنان يستمد شرعيته العربية من علاقاته المميزة والعميقة مع أشقائه في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، وهو لا يحتمل ان يكون في عزلة عن محيطه العربي الذي لطالما وقف الى جانب الشعب اللبناني في أصعب الظروف». وشدّد على انّه «لا يمكن أحد تغيير هوية لبنان العربية. وبالتالي فهو لا يمكنه أن يكون منصّة للهجوم على أي دولة شقيقة إنطلاقاََ من ثوابت المصلحة الوطنية».
وعلى صعيد الإجراءات الواجب اتخاذها، اعتبر مولوي «انّ ما تطلبه المملكة العربية السعودية هو ما نحن نريده لها ايضاً، والتي هي واجبات على الدولة اللبنانية، وهي تؤمّن أيضًا مصلحة الشعب اللبناني». وأكّد انّ ضمان أمن المملكة العربية السعودية واستقرارها وأمانها وأمن مجتمعها هي من ابرز النقاط التي يجب العمل عليها»، معرباً عن التزامه بصفته وزير داخلية لبنان «القيام بما يلزم لمنع تهريب المخدرات وحبوب الكبتاغون عبر مطار رفيق الحريري الدولي كما عبر كل المعابر الحدودية إن عبر المرفأ أو المعابر البرية».وأضاف: «أتابع شخصياً كل التقارير الأمنية التي ترد الى الوزارة بواسطة الاجهزة الأمنية المختصة وسأعالجها في الشكل اللازم في حال لمست فيها أي تهديد للداخل أو للخارج».
البرلمان الاوروبي
وفي ظل هذه الهواجس التي توسعت دوائرها على اكثر من مستوى، يصل الى بيروت اليوم وفد من لجنة العلاقات مع بلدان المشرق في البرلمان الأوروبي برئاسة عضو البرلمان السيدة ايزابيل سانتوس وممثلين من مجموعة التحالف التقدمي الاشتراكي الديموقراطي وحزب «الخضر» الأوروبي. وقالت مصادر اوروبية انّ مهمة الوفد استطلاعية وروتينية يقوم بها موفدون أكثر من مرة كل عام بهدف الاطلاع على الأوضاع في لبنان وتقدير حاجات اللبنانيين في ظل الظروف الصعبة التي تعبرها البلاد.
وسيبدأ الوفد زيارته غداً بلقاء مع رئيس الجمهورية قبل ان يجول على رئيس مجلس النواب نبيه بري تمهيداً لعقد سلسلة لقاءات مختلفة مع رؤساء الكتل البرلمانية والقوى التغييرية وفي مجالات انمائية واجتماعية وانسانية مختلفة.
موقوفو عين الرمانة
من جهة ثانية، دعا أهالي عين الرمانة الى التجمع عند الثامنة والنصف صباح اليوم أمام المحكمة العسكرية في منطقة المتحف، للوقوف إلى جانب موقوفي الطيونة وأهاليهم، على أن يبدأ التجمع عند الثامنة صباحاً أمام سنتر «أبراج» في فرن الشباك.
وتزامناً، دعت جمعية تجار الشياح - كرم الزيتون وعين الرمانة وفرن الشباك جميع التجار الى إقفال محالهم اليوم من الثامنة صباحا حتى الـ 12 ظهراً.