من المقرر أن يبدأ وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان لقاءاته الرسمية اليوم، واذا كانت هذه الزيارة قد وصفت بأنها استطلاعية لا يحمل فيها الوزير الفرنسي ملفاً محدداً تجاه لبنان، بل نصائح للبنان للبدء ببرنامج الاصلاحات، فإنّ الجانب اللبناني لا يبدو انه يملك اي معطيات حول ما يحمله لودريان معه، وما اذا كان سيطرح شيئاً نوعياً.
وقالت مصادر رسمية لبنانية لـ"الجمهورية": انّ الحكومة ترحّب بكل مسعى خارجي يساعد لبنان على الخروج من أزمته، الّا انها تتحفظ على محاولة حشرها والضغط عليها بمطالب لا يستطيع المطالبون ان ينفّذوها في دولهم.
ولفتت المصادر الى "تبدّل هائل في الموقف الفرنسي تجاه لبنان منذ نحو شهر ونصف خلافاً لِما كان عليه قبل ذلك، حينما اتصل وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان نفسه برئيس الحكومة حسان دياب آخر نيسان الماضي، وأبلغه تأييد فرنسا لبرنامج الحكومة الاصلاحي، وذهب في إيجابيته التي أبداها لرئيس الحكومة الى حَد الاعراب عن استعداد فرنسا لعقد اجتماع لمجموعة الدعم الدولية حيال لبنان بعد الانتهاء من أزمة كورونا. والكلام الاخير الصادر عنه بما فيه من مآخذ على الحكومة، وقوله ما مفاده "ساعدوا أنفسكم لكي نساعدكم"، لا ينسجم مع الايجابية الكبيرة التي أبداها قبل بضعة اسابيع.
وقالت المصادر الرسمية انها فوجئت بتَبدّل النبرة الفرنسية، والتي تزامنت مع التصعيد الاميركي قبل اسابيع ضد الحكومة، علماً انّ باريس كانت متحمّسة جداً للمساعدة، وهو ما تَبلّغه لبنان رسمياً، حينما أرسل خطته الانقاذية الى الجانب الفرنسي، وكذلك الى ناظر "سيدر" السفير بيار دوكان، حيث تلقّت رئاسة الحكومة إشادات صريحة بهذه الخطوة باعتبارها المرة الاولى التي تُبادر فيها حكومة لبنانية منذ مؤتمر سيدر في العام 2018 الى إرسال ورقة - برنامج تتضمّن ما قامت به حيال سيدر، وروزنامة عمل بما تنوي القيام به على هذا الصعيد.
وأعربت المصادر عن قناعتها بأنّ باريس ستلحق بالموقف الاميركي الذي صار اكثر ليونة وايجابية في تعاطيه مع الحكومة. وتبعاً لذلك، فإنّ لودريان، وربطاً بما سيتبلّغه من الجانب اللبناني، وتحديداً من رئيس الحكومة، سيبدّل رأيه.