د. سعادة: نعيش في مجتمع الإيحاءات الجنسية...
اليسار حبيب
Monday, 04-Nov-2013 00:06
الثقافة الجنسية جزءٌ لا يتجزّأ من التربية، وعلى الأهل تأمين المعلومات الصحيحة التي «تُشبع» حشريّة أولادهم بكلّ ثقة ووضوح وصراحة وصدق بعيداً من الخجل، بهدف تجنيبهم التحرّشات الجنسية أو محاولات إستيقاء المعلومات الجنسيّة من مصادر مضرّة.
«إبتداءً من سن الثلاث سنوات يبدأ الولد الاستفسار عن المواضيع الجنسية كسبب نوم الاهل في غرفة خاصة وطريقة ولادة الطفل، إلّا أنّ الاسئلة تصبح أعمق في مراحل لاحقة»، وفقَ ما أوضحت المعالجة النفسيّة والأستاذة الجامعيّة الدكتور كارول سعادة لـ»الجمهورية».
واعتبرت أنّ «الحشريّة الجنسيّة لدى الأولاد طبيعيّة»، وقالت إنَّ «على الامّ الإجابة عن أيّ سؤال يتعلّق بالثقافة الجنسية، ولكن عليها أوّلاً استيعاب المراحل التي يمرّ بها الطفل، خصوصاً من ناحية تطوّره العاطفي والجنسي».
ثلاث مراحل أساسيّة
وقد ميّزت الإختصاصيّة النفسيّة ثلاث مراحل أساسيّة يمرّ بها الطفل خلال نموّه، هي:
- المرحلة الاولى (من 3 الى 6 سنوات تقريباً): في هذه المرحلة، «يستيقظ» اندفاع جنسي لدى الولد، فيبدأ اكتشاف جسمه والفارق بينه وبين الجنس الآخر، عن طريق لمس الجسم ولمس جسم الآخر. وفي هذه المرحلة أيضاً تتكوّن لديه «عقدة أوديب» وحشريّة متعلّقة بالامور الجنسيّة، فيطرح على أمّه أسئلة جنسية كثيرة.
- المرحلة الثانية (من 7 الى 10 سنوات): في هذه المرحلة، لا تكون طاقة الولد الجنسيّة واضحة، بل تكون «مَخمودة» بطاقة فكريّة، فيهتمّ بالفنّ، أو الرياضة أو أيّ نشاطات أخرى.
- المرحلة الثالثة (10 سنوات وما فوق): وهي مرحلة البلوغ، حيث يلاحظ الولد تغييرات في جسده، وعلى الاهل التدخّل بوعي لتوعيته جنسيّاً، فيجيبوا على أسئلته بوضوح وصراحة، ما يُجنّبه استيقاء المعلومات من مصادر تكون خطيرة احياناً، كالمواقع الإباحية.
قوانين التربية الجنسية
وللحديث عن المواضيع الجنسية، على الاهل الاستناد الى قوانين محدّدة، حسب ما أكّدت المعالجة النفسية، وقد إختصرتها بالآتي:
1 - الصراحة: على الاهل أن يكونوا صريحين في أجوبتهم، وبالتالي أن يجيبوا بكلّ وضوح وصدق عن أسئلة أولادهم والابتعاد قدر الامكان عن الاجوبة الكاذبة. ولكن على الاجوبة ان تكون متناغمة مع سنّ الولد وقدرته الاستيعابية.
2 - التوعية: إذا اكتشف الأهل أنّ أولادهم يلعبون ألعاباً جنسيّة لكي يتمكّنوا من اكتشاف الحياة الجنسية (كلعبة الطبيب أو بيت بيوت...)، فعليهم معرفة أنّ هذه الألعاب طبيعيّة وصحّية وبالتالي عليهم الابتعاد عن القصاص والضرب. ولكن، في الوقت نفسه عليهم إفهامهم أنّ «أجسادهم هي ملكهم ويجب أن لا يسمحوا لأحد بالمساس بها أو رؤيتها».
3 - أجوبة صريحة وشافية: أسئلة الولد وحشريته يجب أن تلاقي أجوبة شافية دائماً وإلّا بحَثَ عن وسائل بديلة لمعرفة الاجوبة. والمشكلة تكمن في لجوئه الى وسائل مضرّة وخاطئة كالمواقع الإباحية التي لا تعطي صورة صحيحة عن واقع الحياة الجنسية.
«ففي أوروبا، 30 في المئة من الاطفال الذين لم يتجاوزوا الـ13 سنة، شاهدوا مواقع إباحية، وعلينا الإقرار بأنّ الإحصاءات في لبنان ليست بعيدة من تلك الأرقام، إذ يلجأ الاطفال اللبنانيون الذين لم يتجاوزوا الـ12 سنة الى هذه المواقع ويكتشفون الحقيقة بطريقة خاطئة».
وفي هذا السياق، دعت المعالجة النفسية الأهل الى عدم توبيخ اولادهم في حال اكتشفوا أنّهم يتصفّحون مواقع مماثلة «وتنبيههم إلى أنّ المشاهد التي تبُثّها هذه المواقع هي تمثيلية ومبالغ فيها وليست واقعيَّة». كذلك، عليهم مراقبة المواقع التي يتصفّحونها والتشديد على الرقابة واتخاذ الاجراءات اللازمة لمنعهم من دخولها.
كذلك، شدّدت سعادة على «ضرورة بناء الثقافة الجنسية من خلال ربط الجنس والممارسة الجنسية بمبدأ الحبّ والعاطفة، خصوصاً أننا نعيش في مجتمع الـHypersexualite، حيث تكثر الايحاءات الجنسية، والميول نحو الابتذال الجنسي».
4 - الكتب المساعِدة: على الأهل اختيار كتب خاصّة بالتربية الجنسية بحسب أعمار أولادهم، لمساعدتهم في إيجاد الاجوبة المناسبة.
5 - أجوبة بسيطة: يُفضَّل أن يُجيب الاهل على اسئلة أولادهم الجنسية بطريقة غير صادمة ومُبسَّطة.
6 - غرفة نوم خاصة: على الاهل أيضاً التفسير لأولادهم في مراحل مبكرة جدّاً أنّ غرفة النوم الخاصة بالأهل هي للوالدين فقط، وبالتالي عليهم منع أولادهم من النوم قربهم في السرير ذاته. فهذا جزء من التربية الجنسية، يُمكّن الولد من فهم الحميمية في العلاقة الزوجية.
7 - مرحلة البلوغ: وفي هذه المرحلة، على الاهل التدخل في التربية الجنسية ويُفضَّل تدخّل الأب مع إبنه، والامّ مع إبنتها، لمساعدتهما على فهم كلّ الأمور المتعلّقة بحياتهما الجنسية. «فأحياناً كثيرة نصادف في العيادات أولاداً تجاوزوا الـ14 سنة ولا يعرفون شيئاً عن التربية الجنسية، فلا تعلم الفتاة مثلاً بوجود الدورة الشهرية وتُصدَم متى تبلغ هذه المرحلة». كذلك، على الام أن «لا تعتمد على المدرسة في مجال الثقافة الجنسية، بل عليها تثقيف أولادها بنفسها».
8 - في مرحلة المراهقة: على الامّ التكلّم مع أولادها عن «الامراض المنتقلة جنسياً، وبالتالي على الاهل الإلمام بهذا الموضوع إلماماً كبيراً والتكلّم عنه مع أولادهم بكلّ صراحة بعيداً من الخجل».
ومن الضروري التكلّم عن «وسائل الوقاية من الحمل»، مع التشديد على أنّ «العلاقة الجنسية يجب أن تحصل في إطار الزواج فقط. وعلى الاهل التطرّق الى أساليب الوقاية من الحمل مع أولادهم، فالتكلّم عنها يحدّ من نتائجها غير المرجوّة، خصوصاً أنّ نسبة كبيرة من المراهقات يحبَلن خارج إطار الزواج».
وختاماً، دعت سعادة الاهل الى استشارة طبيب العائلة أو طبيب نسائي أو اختصاصيين تربويين لمساعدتهم في نقل المعلومات الجنسية الصحيحة لأولادهم، على أن يكون الحديث مباشراً بين الاهل والاولاد، فيعلم هؤلاء أنّه يمكنهم استشارة ذويهم في كلّ الامور الجنسية، ليكونوا مرجعهم الوحيد في الثقافة الجنسية، وهذا ما يحتّم على الاهل التصالح مع ذواتهم والتطرّق الى هذه المواضيع بانفتاح وجرأة ووضوح.
واعتبرت أنّ «الحشريّة الجنسيّة لدى الأولاد طبيعيّة»، وقالت إنَّ «على الامّ الإجابة عن أيّ سؤال يتعلّق بالثقافة الجنسية، ولكن عليها أوّلاً استيعاب المراحل التي يمرّ بها الطفل، خصوصاً من ناحية تطوّره العاطفي والجنسي».
ثلاث مراحل أساسيّة
وقد ميّزت الإختصاصيّة النفسيّة ثلاث مراحل أساسيّة يمرّ بها الطفل خلال نموّه، هي:
- المرحلة الاولى (من 3 الى 6 سنوات تقريباً): في هذه المرحلة، «يستيقظ» اندفاع جنسي لدى الولد، فيبدأ اكتشاف جسمه والفارق بينه وبين الجنس الآخر، عن طريق لمس الجسم ولمس جسم الآخر. وفي هذه المرحلة أيضاً تتكوّن لديه «عقدة أوديب» وحشريّة متعلّقة بالامور الجنسيّة، فيطرح على أمّه أسئلة جنسية كثيرة.
- المرحلة الثانية (من 7 الى 10 سنوات): في هذه المرحلة، لا تكون طاقة الولد الجنسيّة واضحة، بل تكون «مَخمودة» بطاقة فكريّة، فيهتمّ بالفنّ، أو الرياضة أو أيّ نشاطات أخرى.
- المرحلة الثالثة (10 سنوات وما فوق): وهي مرحلة البلوغ، حيث يلاحظ الولد تغييرات في جسده، وعلى الاهل التدخّل بوعي لتوعيته جنسيّاً، فيجيبوا على أسئلته بوضوح وصراحة، ما يُجنّبه استيقاء المعلومات من مصادر تكون خطيرة احياناً، كالمواقع الإباحية.
قوانين التربية الجنسية
وللحديث عن المواضيع الجنسية، على الاهل الاستناد الى قوانين محدّدة، حسب ما أكّدت المعالجة النفسية، وقد إختصرتها بالآتي:
1 - الصراحة: على الاهل أن يكونوا صريحين في أجوبتهم، وبالتالي أن يجيبوا بكلّ وضوح وصدق عن أسئلة أولادهم والابتعاد قدر الامكان عن الاجوبة الكاذبة. ولكن على الاجوبة ان تكون متناغمة مع سنّ الولد وقدرته الاستيعابية.
2 - التوعية: إذا اكتشف الأهل أنّ أولادهم يلعبون ألعاباً جنسيّة لكي يتمكّنوا من اكتشاف الحياة الجنسية (كلعبة الطبيب أو بيت بيوت...)، فعليهم معرفة أنّ هذه الألعاب طبيعيّة وصحّية وبالتالي عليهم الابتعاد عن القصاص والضرب. ولكن، في الوقت نفسه عليهم إفهامهم أنّ «أجسادهم هي ملكهم ويجب أن لا يسمحوا لأحد بالمساس بها أو رؤيتها».
3 - أجوبة صريحة وشافية: أسئلة الولد وحشريته يجب أن تلاقي أجوبة شافية دائماً وإلّا بحَثَ عن وسائل بديلة لمعرفة الاجوبة. والمشكلة تكمن في لجوئه الى وسائل مضرّة وخاطئة كالمواقع الإباحية التي لا تعطي صورة صحيحة عن واقع الحياة الجنسية.
«ففي أوروبا، 30 في المئة من الاطفال الذين لم يتجاوزوا الـ13 سنة، شاهدوا مواقع إباحية، وعلينا الإقرار بأنّ الإحصاءات في لبنان ليست بعيدة من تلك الأرقام، إذ يلجأ الاطفال اللبنانيون الذين لم يتجاوزوا الـ12 سنة الى هذه المواقع ويكتشفون الحقيقة بطريقة خاطئة».
وفي هذا السياق، دعت المعالجة النفسية الأهل الى عدم توبيخ اولادهم في حال اكتشفوا أنّهم يتصفّحون مواقع مماثلة «وتنبيههم إلى أنّ المشاهد التي تبُثّها هذه المواقع هي تمثيلية ومبالغ فيها وليست واقعيَّة». كذلك، عليهم مراقبة المواقع التي يتصفّحونها والتشديد على الرقابة واتخاذ الاجراءات اللازمة لمنعهم من دخولها.
كذلك، شدّدت سعادة على «ضرورة بناء الثقافة الجنسية من خلال ربط الجنس والممارسة الجنسية بمبدأ الحبّ والعاطفة، خصوصاً أننا نعيش في مجتمع الـHypersexualite، حيث تكثر الايحاءات الجنسية، والميول نحو الابتذال الجنسي».
4 - الكتب المساعِدة: على الأهل اختيار كتب خاصّة بالتربية الجنسية بحسب أعمار أولادهم، لمساعدتهم في إيجاد الاجوبة المناسبة.
5 - أجوبة بسيطة: يُفضَّل أن يُجيب الاهل على اسئلة أولادهم الجنسية بطريقة غير صادمة ومُبسَّطة.
6 - غرفة نوم خاصة: على الاهل أيضاً التفسير لأولادهم في مراحل مبكرة جدّاً أنّ غرفة النوم الخاصة بالأهل هي للوالدين فقط، وبالتالي عليهم منع أولادهم من النوم قربهم في السرير ذاته. فهذا جزء من التربية الجنسية، يُمكّن الولد من فهم الحميمية في العلاقة الزوجية.
7 - مرحلة البلوغ: وفي هذه المرحلة، على الاهل التدخل في التربية الجنسية ويُفضَّل تدخّل الأب مع إبنه، والامّ مع إبنتها، لمساعدتهما على فهم كلّ الأمور المتعلّقة بحياتهما الجنسية. «فأحياناً كثيرة نصادف في العيادات أولاداً تجاوزوا الـ14 سنة ولا يعرفون شيئاً عن التربية الجنسية، فلا تعلم الفتاة مثلاً بوجود الدورة الشهرية وتُصدَم متى تبلغ هذه المرحلة». كذلك، على الام أن «لا تعتمد على المدرسة في مجال الثقافة الجنسية، بل عليها تثقيف أولادها بنفسها».
8 - في مرحلة المراهقة: على الامّ التكلّم مع أولادها عن «الامراض المنتقلة جنسياً، وبالتالي على الاهل الإلمام بهذا الموضوع إلماماً كبيراً والتكلّم عنه مع أولادهم بكلّ صراحة بعيداً من الخجل».
ومن الضروري التكلّم عن «وسائل الوقاية من الحمل»، مع التشديد على أنّ «العلاقة الجنسية يجب أن تحصل في إطار الزواج فقط. وعلى الاهل التطرّق الى أساليب الوقاية من الحمل مع أولادهم، فالتكلّم عنها يحدّ من نتائجها غير المرجوّة، خصوصاً أنّ نسبة كبيرة من المراهقات يحبَلن خارج إطار الزواج».
وختاماً، دعت سعادة الاهل الى استشارة طبيب العائلة أو طبيب نسائي أو اختصاصيين تربويين لمساعدتهم في نقل المعلومات الجنسية الصحيحة لأولادهم، على أن يكون الحديث مباشراً بين الاهل والاولاد، فيعلم هؤلاء أنّه يمكنهم استشارة ذويهم في كلّ الامور الجنسية، ليكونوا مرجعهم الوحيد في الثقافة الجنسية، وهذا ما يحتّم على الاهل التصالح مع ذواتهم والتطرّق الى هذه المواضيع بانفتاح وجرأة ووضوح.
الأكثر قراءة