Sunday, 05-Nov-2023 16:34
المرتضى لـ"الجمهورية": الدرع الأزرق لا يحمي ولا يردع إسرائيل

أثار وضع لائحة تحمل شعار "الدرع الأزرق Blue shield" على جدار في قلعة بعلبك في الأيام الماضية بلبلة لدى المواطنين، وتبيّن لاحقاً أن هذا العمل لم يكن بقرار وزاري، ما دفع بوزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى الى اصدار قرار بإزالة هذه اللائحة.

 

وفي حديث لـ"الجمهورية"، أشار المرتضى الى أن "شعار الدرع الأزرق موجود على الجدران الداخلية للمعالم التراثية ولكن هناك جهات قررت من تلقاء نفسها وبالتسنيق مع أحد الموظفين من دون قرار من وزير الثقافة أن تضع هذا الشعار على الجدار الخارجي الأساسي لقلعة بعلبك".

وأكد المرتضى أن "وضع هذا الشعار من دون قرار وزاري ليس بمحلّه، فالناس في بعلبك استغربت وتساءلت ان كانوا مهددين بالقصف وان كانت وزارة الثقافة تنائ بالمعلم عن هذا القصف"، موضحاً أن "ما دفعني للتحرّك هو أنه لا يمكن وضع أي إشارة بلا قرار وزاري وهذا استغياب للوزير ويفرض على الوزير ازالة الشعار، وفي حال الحاجة لوجوده فسيوضع بقرار من الوزير".

 

وفي سياق حديثه، اعتبر وزير الثقافة أن الفظائع الاسرائيلية أثبتت ان هذه "الدرع" لا تحمي من العدوان. وقال: "قصر اليونسكو وهو المرجع العالمي الأرفع والمعني الاول بكل ما هو تراثي وأثري، بالرغم من انه يحمل شعار اليونسكو لم يسلم من القصف الاسرائيلي عام 1982. أيضاً نستذكر مجزرة قانا عام 1996، الاطفال والنساء لاذوا الى مركز اليونيفيل ولم ينجوا من القصف الاسرائيلي مع ان شعارات اليونيفيل من أهم شعارات الدرع الازرق. كما أننا اليوم نشهد على ما يحصل في غزة، حيث يقوم الجيش الاسرائيلي بقصف مدارس تحمل شعار الاونروا وهو شعار أهمّ من شعار الدرع الأزرق".

 

وأكمل: "نحن لا نتعامل مع تهديد من جهات مجهولة، بل هناك جهة واحدة تهددنا وهي اسرائيل وتجربتنا معها تقول إن هذا الاسرائيلي ان كان بمقدوره أن يقصف فهذا الشعار لن يمنعه أبداً".

أمّا عن الجهات التي وضعت هذا الشعار، فلفت الى أن "هناك جهات خارجية وداخلية تشغل اللبنانيين بمساءل "لا بتقرب ولا بتأخر"، وتصوّر أن هناك نزاعات داخلية في لبنان خدمة لاسرائيل التي يناسبها ان يظهر لبنان بحالة خوف ووهن وتجاذب"، مضيفاً: "الشريحة الأكبر من اللبنانيين لا تريد الحرب ليس بسبب الخوف، بل لانها مؤلمة ومكلفة خاصة بهذه الظروف، ولكن ان فرضت علينا فنحن لا نخاف وندرك أن عدونا هو من يخاف منا وخوفه هو الذي ردعه عن لبنان".

 

وتعليقاً على الانتقادات التي طالت الاطلالة الأخيرة للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله"، قال المرتضى: "بعد أن أطلق سراح الأسيرى الاسرائيلية من لدى "حماس"، أشارت في مؤتمر صحفي إلى أنه صحيح أنها تعرضت لبعض من الشدة لدى اسرها لكن بعد ذلك كانت المعاملة حسنة على مستوى الاكل والطبابة والنظافة وأسلوب التعامل. إلّا أن شبكة "سي ان ان" تقتبس منها في اليوم الثاني شعار "مررت بالجحيم". وما حصل في هذا المؤتمر قائم لدينا أيضاً، لذا ما قاله نصرالله واضح لكل عاقل ولكلّ أمين ولكن للمصرّ على البقاء في حالة اللاوعي لا جواب لدي له".

 

وبشأن الضغوطات الخارجية لعدم انخراط لبنان أكثر بـ"طوفان الأقصى"، قال الرتضى: "كمواطن لبناني انتمي بكل فخر الى هذا البلد الصغير، هناك في لبنان من يعتقد ان لبنان يسيّر لكن لبنان يسيّر ويفرض على غيره ردة فعله، بالتالي لا أحد يملي على المعنيين بخوض المواجهة مع اسرائيل ردات فعلهم، وبالتالي لا يخضعون لأي تهديد أو تهويل ومقتضيات المرحلة تفرض القرار".

 

وعن إعلان النائب أديب عبد المسيح بقراره مع عدد من النواب الطعن بقرار وزارة الثقافة لدى "شورى الدولة" بشأن ازالة الدرع الأزرق، قال: "أعتقد أنه لم يقرأ بعد ما كتنبا ولكن حين يقرأ سيقتنع".

 

وفي موضوع التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، أوضح أن "الرئيس بري يرى أن هذه المؤسسة الفاعلة والمتماسكة بالرغم من الظروف الصعبة، لا يجب أن تدخل في حال الشغور"، موضحاً ان لمؤسسة الجيش خصوصيتها وان التداول يجري الآن بشأن امكانية وجود آلية تسمح بالتمديد لعون مرحلياً لانه مبدئيا ليس مستساغ تعيين قائد للجيش من دون رئيس للجمهورية".